عيد الأضحى.. عبادة وفرح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في هذه المناسبة المباركة، نهنئ سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعيد الأضحى السعيد، ونهنئ شعب دولة الإمارات الكريم. ولأهمية الأعياد كانت الأمم في الماضي تخلق المناسبات لكي تحتفل.. وهذا ما وجده الإسلام ثم أقره، فعيد الفطر وعيد الأضحى قد ربطهما الله بالفرائض الكبرى؛ إذ ربط عيد الفطر بفريضة الصيام، وربط عيد الأضحى بفريضة الحج، لذا فعيدنا يرتبط بالمعنى الرباني والمعنى الإنساني.
في العيد نلبس الجديد، ونبدأ بالتكبير والتهليل وبصلاة العيد، نتقرب إلى الله عز وجل، وننحر الأُضحية امتثالاً لله وتقليداً لسيدنا إبراهيم عليه السلام. وبعد صلاة العيد، يذهب المعايدون من أجل تقديم التهاني لرئيس الدولة وحكام الإمارات، وهو تقليد سار عليه شعب الإمارات قديماً وحديثاً. وفي العيد يهنئون ذويهم وأرحامهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقاءهم في زيارات ودية تقليدية.
وفي العيد تتمثل أعلى درجات التسامح؛ إذ فيه يتواصل المسلمون ويتصافحون بقلوب فرِحة وراضية، وتسود فيه روح الأخوّة والتسامح والصلح، كما جاء في قول النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فـ&"إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا، حتى تعلم اليهود أن في ديننا فسحة وأني بُعثت بحنيفية سمحة&".الإسلام دين الفطرة وفطرة الإنسان أنه يحب اللهو واللعب وخاصة في المناسبات والأعياد. وفي الحج تأتي أمم من بقاع شتى في هذا اليوم للتضحية بالقرابين إلى الله سبحانه وتعالى، فقد تركوا جميع تعلّقاتهم، وتحرّروا من جميع القيود والروابط التي تشدّهم إلى أوطانهم، جاؤوا يلبّون نداء التكبير لله عزّ وجلّ: &"لبّيك اللهم لبّيك...&".
في عيد الحج، يتجلى التوحيد ونبذ العنصرية، ليكون ركناً عظيماً، يعبر عن وحدانية الله سبحانه وتعالى، وليسود الشعور بالوحدة بين الناس. كما يمثل الحج فريضة دينية، بل هو كذلك تجربة روحية تجمع المسلمين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، حيث يتلاقون في مناسكهم المشتركة.
ومن خلال هذه الفريضة، يتجاوز المسلمون الحدودَ الجغرافية والثقافية فيما بينهم. في الحج يجتمع المسلمون من مختلف الأعراق والثقافات والجنسيات وينتظرون تحت سماء واحدة فيها تتلاشى الانقسامات العرقية والثقافية، وتحل الأخوّة والمحبة التي تجمع الناسَ على اختلاف أعراقهم وأجناسهم في البقاع المقدسة، حيث يتجسد التواصل والتلاحم الإنساني الحقيقي.
في مناسبة العيد، المسلمون يتبادلون مشاعرَ المحبة والاحترام، ويشاركون بعضهم الأفراحَ ويعملون معاً في إكمال مناسك الحج. وهنا تتلاشى العنصرية ويتعلمون من دروس الحج أن الجميع عباد الله وإخوة في الإنسانية.
وعلى ضوء قيم الحج بمشاعره الربانية، وما توحي به من خواطر إيمانية، كان لنا السبق في دولة الإمارات أن استقينا من هذا المعين الإسلامي الصافي، حيث أنشأت دولة الإمارات وزارةً لـ&"التسامح&" وأطلقت &"ميثاق الأخوّة الإنسانية&" التي تمثل ميثاقاً أخلاقياً عالمياً متيناً، للتعايش السلمي يحاكي أبهى قيم الحج وعيد الأضحى بمشاعره الربانية المنبثقة من دين الإسلام، بلغة المحبة والسلام وبرسالة الإسلام العالمية للناس جميعاً. وكل عام والجميع بخير
*سفير سابق