جريدة الجرائد

السيارات الكهربائية بين الصين وأوروبا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسواق السيارات الكهربائية تنمو بشكل مطرد حيث احتلت السوق الصينية المرتبة الأولى من حيث مبيعات السيارات الكهربائية عالميا بمعدل 60 في المائة وتأتي أوروبا ثانيا أما الولايات المتحدة فتأتي في المرتبة الثالثة، ومن اللافت في الإنفاق العالمي على سوق السيارات الكهربائية تجاوزه 425 مليار دولار في 2022 بزيادة 50 في المائة على 2021 وفي الوقت الذي تتضاعف فيه الاستثمارات الصينية في صناعة البطاريات صرحت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي تجاوز الصين في الاستثمار في تقنية البطاريات من خلال استقطاب 180 مليار يورو إلى قطاع البطاريات وفي واقع الحال أن التصريحات والتقارير بين الأوروبيين والصينيين ليست إلا مشاكسة المتنافسين لقيادة سوق البطاريات العالمية.

أما على مستوى سلاسل التوريد فالصين وأمريكا وألمانيا على الترتيب هم الأكثر تقدما حتى 2026 سواء في المواد الخادم أو التصنيع أو الابتكار والتطوير، لهذا سنراها تتصدر - أي تلك الدول - دائما تقارير الاستثمار في سوق السيارات الكهربائية، لأن الزيادة في الطلب على السيارات الكهربائية تؤدي إلى الطلب على البطاريات والعناصر الأرضية النادرة والمعادن المهمة التي تحتاج إليها البطاريات التي بدورها ستسهم في زيادة تنافسية صناعة البطاريات حتى من الدول الناشئة من أجل الحصول على حصة من سوق البطاريات العالمية.

وتشير بعض التحليلات إلى أن الوجود في السوق الأوروبية أكثر أهمية للدول التي تريد حصة من السوق العالمية ولهذا ورغم قوة الصينيين إلا أن هناك منافسين لهم في السوق الأوروبية ـ على سبيل المثال ـ كوريا ضمن أهم المنافسين في المشاريع المشتركة مع الأوروبيين ورغم ذلك لا يزال يرى الكوريون أنفسهم أقل بكثير من قوة الصين في أوروبا، بمعنى آخر: السوق الأوروبية أكثر أهمية لمن يريد اقتطاع حصة من السوق العالمية ويعزى ذلك إلى عدد الشركات الأوروبية القوية وكذلك فالساحة الأوروبية تحولت إلى استثمارات مالية وغير مالية مثل المشاريع المشتركة joint venture بين المصنعين إضافة إلى حقوق الملكية الخاصة EQ التي ذكرها نائب رئيس المفوضية الأوروبية لتجاوز الصين في الاستثمارات الخاصة بتقنيات البطاريات.

أخيرا: أوروبا أصبحت منطقة توسع أساسية للصين على المستوى، الاستثماري وتوريد سياراتها للسوق الأوروبية إلا أنها وفي الوقت نفسه تعمل على دعم صناعة المنافسين الأوروبيين من خلال الدخول في سلاسل الإمداد بشكل تكاملي حتى لا تستثير صناع السياسات الاقتصادية في أوروبا ضدها، وهي بالفعل منهجية حكيمة إذا ما كانت المصانع بالقرب من الأسواق النهائية التي تستهدفها الصين في أوروبا، لكن يبدو أن تشديد الأوروبيين على الاستثمارات الصينية ناشئ من ميل الصين إلى الاستثمار في مزودي التكنولوجيا الأوروبية وهذا بدوره يجعل أوروبا مستمرة في التدقيق على الاستثمارات الصينية وسنرى مزيدا من الجدل داخل أوروبا حيال ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف