جريدة الجرائد

«كأس الملك سلمان» بطولة استثنائية وعراقة عربية وتنافس حميم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

انطلقت البطولة العربية في 1982 وكانت بنظام مختلف ومشاركة محدودة قبل أن تغيب في العام التالي ثم تعود ويحققها الاتفاق حينها، لتستمر البطولة حتى عام 1989 ثم تتوقف لمدة عامين، وتعود في عام 1992 ويحققها فريق الشباب السعودي وتستمر حتى 2009.

عادت البطولة مجدداً بعد توقفها لمدة عامين وأقيمت نسخة واحدة ثم توقفت مجدداً لمدة عامين لتعود في 2017 قبل أن تشهد عودة مغايرة في 2018 وبدعم مالي كبير واستمرت حتى الآن رغم التوقف الذي أعقب فترة "جائحة كورونا".

ثم عادت البطولة مرة أخرى حيث تم اختيار النسخة الحالية من بطولة الأندية العربية لتحمل اسم &"كأس الملك سلمان للأندية الأبطال&"، وذلك تقديراً للدعم الكبير الذي يحظى به الاتحاد العربي لكرة القدم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي بلغت لأول مرة جوائزها 10 ملايين دولار.

حظيت بطولة الأندية العربية بدعم كبير وغير مسبوق من جانب السعودية في السنوات الأخيرة، وذلك بعد إعلان الاتحاد العربي لكرة القدم عودة البطولة بدعم كبير، وأطلق عليها حينها اسم بطولة كأس الشيخ زايد للأندية الأبطال لنسخة واحدة.

انتقل مستوى المنافسة في البطولة بعد عودتها لمرحلة متقدمة بعدما كادت أن تفقد قوتها في السنوات الأخيرة، والتي شهدت غياب مشاركة كثير من الفرق القوية والبارزة فيها، وتم رفع قيمة جوائز الأبطال للفرق المشاركة رغبة في تحفيز الفرق للمشاركة والاستمرار بالبطولة العربية.

لجأ الاتحاد العربي لكرة القدم حينها إلى طريقة استثنائية لاختيار الفرق المشاركة في البطولة عن طريق الدعوات؛ نظراً لتألق كل نادٍ في الدوري الخاص به والبطولات القارية، وذلك لزيادة المتابعة الجماهيرية للبطولة.

تصدرت الأندية السعودية قائمة أكثر الفرق امتلاكاً للأسماء البارزة الذين شاركوا في البطولة العربية للمرة الأولى، يأتي على رأس هذه القائمة البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر الذي أبدع وسطر نجوميته مع فريقه للمشاركة في البطولة العربية، بالإضافة إلى الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش وكذلك البرازيلي تاليسكا، أما في الاتحاد فحضر الفرنسي كريم بنزيمة القادم من ريال مدريد الإسباني، وكذلك مواطنه نغولو كانتي، بالإضافة إلى البرتغالي غوتا، وفي الهلال حضر البرتغالي روبن نيفيز والسنغالي خاليدو كوليبالي، أما الشباب فحضر في قائمته الأرجنتيني إيفر بانيغا والبولندي كريتشوفياك، والكثير من الأسماء البارزة.

كما ضمت بقية الفرق المشاركة عددا من الأسماء البارزة التي وضعت لها بصمة في البطولة العربية، حيث حضر في الاتحاد المنستيري المهاجم المالي بوبكار تراوري واللاعب طه الخنيسي في فريق الكويت الكويتي وجواو بيدرو في الوحدة الإماراتي وأنيس سلتو في أهلي طرابلس الليبي، بالإضافة لنجوم الوداد المغربي ومواطنه الرجاء وكذلك فريق السد القطري والزمالك المصري وكانت هي أبرز الفرق المشاركة في البطولة.

ومع ختام بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال قبل أمس، نجد أن السعودية أثبتت نجاحها مجدداً في تنظيم بطولة كبرى، وهو أمر ليس بمستغرب، حيث سبق لها تنظيم العديد من البطولات العربية والآسيوية والعالمية، ليس في كرة القدم فقط، بل في مختلف الألعاب الرياضية.

البطولة الكبرى باسمها وبمستواها وملاعبها وتنظيمها، والتي توّج بلقبها نادي النصر السعودي للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على جاره الهلال 2-1، في مباراة نهائية دراماتيكية تنافسية رائعة أقيمت في الطائف، وجدت إشادات واسعة من مختلف الدول العربية وجماهيرها سواء الحاضرة في أرضيات الملاعب، أو من خلف الشاشات، بالمستوى الكبير الذي قدمته كل الفرق واللاعبين في البطولة، خصوصاً "العالميين" الذين استقطبتهم الفرق السعودية، حيث نجحوا بامتياز في لفت الأنظار اليهم من مختلف بقاع العالم، ولا شك أن هذه الأسماء اللامعة في كرة القدم، ساهمت بشكل واضح في تركيز الأنظار على المملكة كقوّة رياضيّة ناعمة.

للأمانة نجح منظمو بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية في إنعاش المدن السياحية بالمملكة، ما ساهم في إبراز الإمكانات والبنية التحتية والتعريف بمقومات مدننا وسط مناخ رائع وأجواء جاذبة مميزة، تمتعت بها ملاعب البطولة، والتنظيم المميز لفعالياتها، وإبراز الوجه الحضاري للمملكة.

ختاماً، إنه نجاح جديد يدوّن في سجلات الاتحاد العربي لكرة القدم في عودة البطولات العربية، وتوفير مقومات النجاح لها، وجذب الاهتمام، وإبراز الوجه الحضاري للمملكة ومجتمعها ومدنها وملاعبها ومقوماتها حتى جمهورها؛ لذلك كانت بطولة الأندية العربية "كأس الملك سلمان للأندية الأبطال" باختصار.. عراقة عربيّة وتنافسٌ حميم وبطولة استثنائية مميزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف