جريدة الجرائد

مناهج للتميز الإلكتروني .. قوة لمنظومة التعليم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الابتكار والتميز الإلكتروني مفهومان مرتبطان بالبحث والتطوير والإبداع، ويعدان من أهم العوامل التي تسهم في تحقيق أثر كبير في المستقبل، من خلال التقدم والازدهار في مختلف المجالات والخدمات، سواء كانت تعليمية أو صحية أو صناعية أو أقتصادية أو دفاعية وغيرها، أضف إلى ذلك تحسين جودة الحياة والقدرة التنافسية، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والوسائل الإلكترونية المتاحة، ويقصد بالابتكار الإلكتروني إيجاد أفكار جديدة وحلول إبداعية مبتكرة لعديد من المشكلات التي تواجه المجتمعات أو الأفراد في عصرنا هذا الرقمي، أما التميز الإلكتروني فأقصد به هنا تحقيق أعلى مقاييس التفوق والنجاح في مجال التكنولوجيا والابتكارات النوعية المتقدمة، وهناك عديد من المجالات التي يمكن للابتكار والتميز الإلكتروني أن يحقق فيها عديدا من الفوائد، ويحدث فيها الأثر الواضح والكبير، ولعلي في هذا المقال سأتطرق إلى دور الابتكار والتميز الإلكتروني في مجال التعليم، والدور الأساسي الذي يلعبه في تعديل وتوجيه المنظومة الاقتصادية بشكل عام.

يشكل التعليم الركيزة الأساسية لقوة المجتمعات وتقدمها وتطورها، فهو الذي يوفر المعرفة اللازمة في مختلف الجوانب الحياتية سواء كانت تلك العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها، التي يستخلص منها ما يعود بالنفع المادي والمعنوي الذي ينعكس على تحسين جودة الحياة عموما والوصول إلى التنمية الحقيقية المستهدفة والمستدامة. فوجود مجتمع واع متعلم ذي ثقافة عالية، يعني وجود تنمية بشرية تدفع بالعجلة الاقتصادية إلى الأمام، ما يسهم في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة على جميع الأصعدة، ولذا نجد أن التعليم بشكل عام يأتي في مقدمة أولويات كثير من الدول لتعزيز وترسيخ مفهوم التنمية المستدامة لدى الأفراد والمجتمعات، ومما لا شك فيه أن يبرز هنا دور التعليم الإلكتروني في ذلك، كونه أحد ممكناتها ويلعب دورا أساسيا في بلوغها، وقد اتخذت وأعدت لذلك عديدا من الخطط الاستراتيجية والخطوات المدروسة لتعزيز الابتكار والتميز الإلكتروني في مجال التعليم، ولعل من أهمها توفير المبادرات والبرامج والدعم المالي والتكنولوجي للمبتكرين، الذي يساعدهم على تطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات وخدمات ذات قيمة فعالة وأثر واضح في مجتمعاتهم بشكل خاص والعالم بشكل أعم، أيضا من ذلك إنشاء البيئات الداعمة للابتكار، كونها تساعد على تشجيع المجتمع التعليمي على الابتكار، ونشر الوعي بأهمية الابتكار والتميز الإلكتروني، فهو دور مهم يساعد على مزيد من المنافسة في هذا المجال. وقد تحدثت في مقالات سابقة وضربت أمثلة عديدة لعدد من الدول في ذلك.

الابتكار والتميز الإلكتروني يلعبان دورا كبيرا وحاسما في تحسين مجال التعليم وتطويره، ويعد الابتكار في التعليم الإلكتروني من العوامل الأساسية لتحقيق التعليم الشامل والعادل والجودة العالية، ومن خلال تعزيز ذلك، يمكن ضمان توفير تعليم أفضل للجميع بدون استثناء، بغض النظر عن أماكن وجودهم أو خلفياتهم، وتكمن أهمية ودور الابتكار في التعليم الإلكتروني في أنه يسهم في تحقيق عديد من الأهداف، من ذلك على سبيل المثال، تحسين جودة وفاعلية وكفاءة التعليم، ما يؤدي إلى تحسين مخرجاته، حيث يمكن استخدام التقنيات الحديثة لإنشاء محتوى تعليمي أكثر تفاعلية وتشويقا، أو لتوفير طرق تدريس أكثر مرونة وتنوعا، أو لتوفير طرق تقييم أكثر دقة وموضوعية، من ذلك أيضا يساعد على جعل التعليم أكثر مرونة، حيث يمكن استخدام التقنيات الحديثة لتوفير التعليم عن بعد أو التعليم المدمج، ما يمكن من التعلم وفقا للاحتياجات والقدرات وفي أي وقت وفي أي مكان، ومن الأهداف أيضا تمكين التعليم التعاوني، فعن طريق استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة يمكن إنشاء أدوات تعاونية عبر الإنترنت، أو توفير فرص للتعلم والعمل في مشاريع حقيقية، كما يساعد الابتكار في التعليم الإلكتروني أيضا على توفير بيئة تعليمية أكثر جاذبية ودافعية للتعلم عن طريق إنشاء بيئات تعليمية افتراضية أكثر تفاعلية وإثارة، وهناك أمثلة كثيرة لهذه التقنيات الإلكترونية التي تبرز أهمية الابتكار في التعليم الإلكتروني، من ذلك استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في التجارب التعليمية الأكثر واقعية وتفاعلية، كذالك استخدام الذكاء الاصطناعي، لتوفير محتوى تعليمي مخصص وتوفير طرق تقييم أكثر دقة وموضوعية، وغيرها.

وفي السعودية هناك جهود مميزة في هذا المجال، تأتي في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز التعليم وتطويره بما يتلاءم مع التطورات الحديثة واحتياجات المجتمع المستمرة، فهناك عديد من المبادرات والبرامج والمراكز الوطنية التي تهدف إلى تعزيز التعليم الإلكتروني وتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للجميع، إضافة إلى الدور الأساسي في نشر ثقافة الوعي بالابتكار وأهميته والتميز والإبداع في التعليم وكسب الخبرات والقدرات العالمية في ذلك، من خلال عقد البرامج والملتقيات العالمية في التعليم الإلكتروني التي من خلالها تتم مناقشة أحدث التطورات والاتجاهات والتقنيات والممارسات التي تشكل مستقبل التعلم الإلكتروني، ويتم أيضا تبادل المعرفة ويساعد العاملين في مجال التعليم على معالجة القضايا الحرجة من خلال الحلول المبتكرة والاستخدام الأمثل لتكنولوجيا التعليم، والدعم والتشجيع المستمر في ذلك، فهناك عديد من الجوائز في هذا المجال مثل جائزة الابتكار في التعليم والتدريب الإلكتروني وغيرها، يتم من خلالها إبراز المتميزين في ابتكار أفضل الحلول والممارسات في هذا المجال وتكريم الجهود المبذولة في تفعيل التعليم والتدريب الإلكتروني وتنمية القدرات البشرية، ومن الجهود أيضا إيجاد البيئة والبنية التحتية الرقمية الملائمة لذلك، التي نجدها من خلال توفير عديد من المنصات الإلكترونية. وأرى أن توفير مناهج ومواد خاصة بالابتكار والتميز الإلكتروني في جميع المراحل التعليمية سيضيف قوة وتمكينا إلى المنظومة التعليمية، ويزيد من كفاءة وجودة المخرجات التي نطمح إليها، التي ستعود بالنفع العام في جميع المجالات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف