السويد في «الناتو»: ضوء أخضر تركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع الأسبوع الجاري، البروتوكول الخاص بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأحاله إلى البرلمان لمناقشته واتخاذ القرار النهائي بشأنه. ويتوقع أن ينعقد البرلمان التركي خلال الأيام المقبلة لمناقشة الموضوع. وفي حال صادق على البروتوكول تكون السويد تجاوزت آخر عقبة أمام انضمامها. وجاء تعليق السويد الأول من جانب رئيس الوزراء أولف كريستيرسون، الذي عبّر عن سروره بتوقيع أردوغان على البروتوكول. وقال &"إن المسألة أصبحت في عهدة البرلمان، وننتظر بفارغ الصبر أن نكون عضواً في الأطلسي&".
وما لم تحصل مفاجآت غير متوقعة البتة، فإن مجرد إحالة أردوغان البروتوكول إلى البرلمان يعني أن الموافقة باتت مفتوحة والطريق سالكة إلى عضوية السويد في الحلف.
ولا يظهر من مواقف الأحزاب المختلفة، سواء في السلطة أو في المعارضة، أن هناك من لا يريد الموافقة على البروتوكول، خصوصاً أن المسار الذي مضى فيه أردوغان وحزب العدالة والتنمية، منذ أكثر من عام، كان يميل إلى الإيجابية. وكانت اعتراضات تركيا لا تتعلق بمواقف السويد السلبية من المسلمين، وحرق القرآن، بل بدعمها لنشاطات حزب العمال الكردستاني، المالية والإعلامية، على الأراضي السويدية. وبعد مفاوضات مطولة تعهدت السويد بوقف الدعم لهذه النشاطات، بل بترحيل بعض الأكراد إلى تركيا نفسها. الأمر الذي فتح الباب أمام انعقاد قمة ثلاثية بين رؤساء تركيا وفنلندا والسويد، في مدريد عاصمة إسبانيا، في يونيو/ حزيران من عام 2022 برعاية أمين عام حلف شمال الأطلسي، والتي انتهت باتفاق ثلاثي يفترض أن يبدد الهواجس الأمنية لتركيا.
وفي ربيع 2023، وافقت تركيا على عضوية فنلندا لأنها وفت بتعهداتها وفقاً للاتفاق الثلاثي. لكن تركيا رفضت القيام بالخطوة نفسها تجاه السويد، واستمرت في اتهامها بأنها تؤوي &"الارهابيين&" الأكراد. وهكذا تأجل البت في قضية انضمام السويد إلى 12 يوليو/ تموز الماضي، حيث انعقدت قمة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا لزعماء حلف شمال الأطلسي، حيث حدث خرق كبير حين أسقطت تركيا تحفظاتها واعتبرت أن السويد تفي بوعودها، ولكن التصويت على المسألة تأجل إلى الخريف الجاري كي يصادق البرلمان التركي عليه.
وشاع أن موافقة أردوغان جاءت بعد أن وعدت الولايات المتحدة تركيا بتزويدها بمقاتلات حربية حديثة من طراز &"إف 16&"، وترميم البعض مما هو موجود. واعتبرت قمة فيلنيوس نقطة تحول في اتجاه عودة تركيا إلى الحضن الأطلسي بعدما كانت تتمرد أحياناً بسبب الخلاف مع واشنطن حول دعم الأخيرة لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا. وجاءت الموافقة التركية في فيلنيوس مترافقة مع مجاهرة أردوغان بدعم انضمام اوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهذا أثار استفزاز روسيا التي بدأت الحرب في أوكرانيا أساساً، بسبب رغبة كييف حينها الانضمام إلى الحلف.
اليوم، وبعد إحالة المذكرة إلى البرلمان التركي، عادت إلى الذهن تصريحات شريك أردوغان في السلطة دولت باهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية الذي كان اعتبر في 21 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، أن المذكرة لن تمر في البرلمان التركي لأن ما فعلته السويد من حرق للقرآن أمام سفارة تركيا في السويد &"خيانة وعدم احترام للأمة التركية، وأهانت السويد بذلك ديننا ولغتنا وقيمنا وأهدافنا&". بل ساوى باهتشلي بين جبال قنديل حيث قيادة حزب العمال الكردستاني، وبين استوكهولم عاصمة السويد. وقال إن ساعة الحساب مع السويد آتية. غير أن باهتشلي غيّر موقفه عشية قمة فيلنيوس بالقول إنه &"إذا التزمت السويد بتعهداتها وعادت عن أخطائها فليس عندنا شيء ضدها&".