جريدة الجرائد

حرب الملكية الفكرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي بسرعة تكشفت التحديات التي تحيط بها من معدل استهلاك الطاقة إلى حجم البيانات التي تحتاجها، وبالنظر إلى مصادر البيانات التي تعتمدها هذه التطبيقات وُجد أنها تدربت على أعمال لها حقوق لم يسأل عنها أحد، كل التدريب الذي نفذ قبل صعود هذه التطبيقات أجري في معامل تقنية بعيدا عن الأنظار، أما الآن فقد بدأ الجميع يسأل أصحاب هذه التطبيقات السؤال المعروف: من أين لك هذا؟

استخدم تطبيق تشات (جي بي تي) 300 بليون كلمة لتدريب نموذجها، حصلت عليها من كتب ومواقع على الإنترنت بما في ذلك ويكيبيديا ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد نشرت شركة الذكاء الاصطناعي المفتوح وهي الشركة المطورة للتطبيق لمحات عن مصادر البيانات التي استخدمت في تدريب نماذجها، بما في ذلك نشر النصوص نفسها.

واستنادا لمصادر البيانات التي اعتمدت وحجمها لم يتح لأحد متابعة ما إذا كانت الشركة خالفت حقوق الملكية فعلا أم لا.

لكن بعد فترة قصيرة تبين أن تشات (جي بي تي) استفادت من بيانات شخصية لمستخدمين على الإنترنت دون إذنهم، فقد كشفت الوكالة الإيطالية لحماية البيانات عن استخدام تشات (جي بي تي) لبيانات مواطنين إيطاليين دون إذن بما يعد انتهاكا للخصوصية، وطالبت الوكالة بالتوقف عن استخدام البيانات الشخصية لمواطنيها، وهو ما أدى إلى إقفال تطبيق تشات (جي بي تي) في إيطاليا.

حماية الخصوصية ليست مشكلة التطبيقات الوحيدة، إنما حقوق الفنانين والكتاب كذلك، ومع كل المطالبات التي تصاعدت حول إيقاف انتهاك حقوق الملكية الفكرية لأعمالهم، أخذ عدد من الفنانين احتياطاتهم دفاعا عن حقوقهم بتسميم أعمالهم إلكترونيا، فقد أعلن مؤخرا عن أداة تدس مربعات صغيرة في صور الأعمال الفنية الإلكترونية تؤدي إلى دخول التطبيق الذي يستخدمها للتدريب في حالة من العشوائية تعطلها تماما.

مؤخرا ظهرت تطبيقات تكشف عن النصوص التي كتبت بالذكاء الاصطناعي بدقة عالية، لكن من المتوقع أن يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة نفسه أيضا، لن يطول بنا الوقت حتى نرى تطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية ارتكبتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا شك أن التطبيقات التي تطور تحت ضغط السوق سوف تتنازل عن كثير من مقومات الجودة خصوصا في البدايات، لكن التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي التي ظهرت تباعا، تعزز الفكرة أننا ندخل في مرحلة جديدة نفهم فيها حدود التقنية بحماس أقل أمام الحماس الحار الذي استقبل به أول الأمر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف