جريدة الجرائد

أكذوبة الديمقراطية الوحيدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يـقـول جوزيف جوبلز وزير الدعاية النازية: "اكذب واكذب حتى يصدقك الناس، ثم اكذب أكثر وأكثر حتى تصدق نفسك"..

بهذه الطريقة أقـنع الشعب الألماني بـإبـادة اليهود.. ثـم استمر بالكذب حتى صدق الألمان بـأنهـم عرق سام يمكنه القضاء على بقية الأعراق..

واليوم تـتكـررالخديعة في ألمانيا وأوروبا والغرب كله.. يكـررالإعلام الغربي أكاذيـب نموذجية حول إسرائيل صدقها المواطن العادي، واستمرت بـتكرارها حتى صدقت هي نفسها...

ومن هذه الأكاذيب أكذوبة أن إسرائيل هـي (الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط).. أكـذوبة مدروسة وممنهجة تـوحـي بـرقي وغربية النموذج الإسرائيلي، ووجوده وحـيـدا بين أنظمة استبدادية متخلفة!

السؤال بكل حيادية: هـل إسرائيل فعلا دولة ديمقراطية؟

هل هي ديمقراطية في دستورها، ونظام حكمها، وتعاملها مع مواطنيها...؟

الجـواب بكل تـأكيد (لا).

فـإسرائيل نـشأت منذ البداية على أساس ديـني (ولا يوجد في العالم كله من يشاركها هذه الحقيقة سوى باكستان).. دستورها يؤكد يهودية الدولة، وأن الانتساب للديانة اليهودية هو ما يكفل حقوق المواطنين فيها.. وعلى أساس الدين يمكن لـيهودي أوروبي أشقـر، أو يهودي إثيوبي أسمر، الهجرة لإسرائيل لـنيل جنسيتها مباشرة ودون استئذان، في حين يـحرم من هذا الحق فلسطيني مسلم أو مسيحي عاش أجداده على أرضها منذ آلاف الأعوام...

حتى الفلسطينيون الذين يعيشون داخل إسرائيل ويحملون جنسيتها تتعامل معهم الدولة كمواطنين من الدرجة الثانية.. فـهم محرومون مثلا من وظائف معينة، ولا ينالون الرواتب نفسها، ويدرسون أقل من نظرائهم اليهود.. لغتهم ممنوعة، وجنسيتهم مشروطة، ولا تشمل عائلاتهم في الخارج..

أمـا خارج حدود إسرائيل، فمن السخيف وصف دولة تحاصر شعـبا آخر وتحتل أراضيه بأنها ديمقراطية.. فإسرائيل تحاصر الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، وحولت الأخير لأكبر سجن في العالم.. تتحكم بـإمدادات الطاقة والغذاء والعلاج وتمنع الفلسطينيين من امتلاك مطار، وميناء، وتجاوز مسافة معينة لصيد الأسماك..

حتى امتلاك إسرائيل نظاما انتخابيا نـزيها لا يعني أنها دولة ديمقراطية. فـأي دولة تقوم على أساس عـرقي وديني يصبح النظام الانتخابي فـيها مجرد وسـيلة يستولي من خـلاله المتطرفـون على السلطة. هذا ما فعله هـتلر بعد فوزه بـانتخابـات 1932، وهذا ما فعله نـتـنياهـو الذي تعـد حكومته الحالية الأكثر يمينية وتطرفـا منذ قيام دولة إسرائيل عـام 1948...

وكل هذا يثـبت أن إسرائيل هي الدولة الأكثرعنصرية وتطرفا وبعـدا عن الديمقراطية في المنطقة.. الوحيدة في الشرق الأوسط التي تفرق بين مواطنيها على أساس ديني، وتستولي على أراضيهم على أساس عرقي..

والمفارقة أن إسرائيل لا تكذب بهذا الخصوص، ولكن الغرب ظـل يكذب بالنيابة عنها حتى صدق نفـسـه..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف