جريدة الجرائد

تغيّر المناخ ليس كذبة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

النسخة الثامنة والعشرون من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ التي تستضيفها دولة الإمارات حالياً، تسلط الضوء، مجدداً، على واحدة من أخطر القضايا التي تواجه البشرية في عالم اليوم، وتهدد الحياة على الأرض. إنها قضية كونية بامتياز على كل الصعد ومن جميع الأوجه، وأمر طيب أن الوعي بأهمية، لا بل وخطورة هذه القضية هو إلى ازدياد على المسنوى العالمي، وعلى مستوى كل بلد على حدة، حيث يبدو واضحاً أن التداعيات الخطيرة للتغيّر المناخي تهمّ كل البشر وكل الدول دون استثتاء، ما يضاعف أهمية الجهود الجماعية للتصدي لها، والمؤكد أن قرارات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف ستعزز من هذه الجهود وتمنحها دفعة إضافية.

من مظاهر الوعي المتزايد بأهمية المسألة البيئية، وما ينجم عنها من عواقب خطيرة، هو تزايد عدد الناشطين البيئيين في مختلف أرجاء العالم، وتراجع المزاعم والادعاءات التي تقلل من خطورة الموضوع، وتشكك في جدوى الجهود المبذولة لتفادي عواقبه المدمرة، أو على الأقل الحد منها. وقبل فترة وجيزة نشر أحد المواقع الإعلامية الإلكترونية الشهيرة شهادة لشابة كانت لفترة تحت تأثير الرأي النافي لوجود أزمة بيئية في العالم، قبل أن تفطن لا إلى خطورة هذه الأزمة وحدها، وإنما إلى خطورة المزاعم بنفي وجودها أيضاً.
تقول الشابة المشار إليها، واسمها سارة، إنها عاشت سنوات وهي تعتقد أن تغير المناخ مجرد خدعة، متأثرة بأصدقائها في الكنيسة في جنوب الولايات المتحدة ومذيع أمريكي يميني شهير، قبل أن تتحول من كونها متشككة في تغير المناخ إلى مناصرة للطاقة النظيفة، شغوفة بتعليم طلاب المدارس المراهقين علم تغير المناخ، حتى إنها ظهرت في قائمة &"بي بي سي&" لأبرز 100 امرأة لهذا العام، ومع أن الانتقال إلى موقفها الجديد المناصر للبيئة لم يكن سهلاً، لأنها بسبب ذلك فقدت الكثير من أصدقائها الذين يتبنون الرأي النقيض، لكنها تقول &"رغم ذلك فإن الحقيقة مهمة&"، وأنها عندما أدركت أنها كنت مخطئة، شعرت بالحرج حقاً.

إنها تذكر المرة الأولى التي واجهت فيها مصطلح &"تغير المناخ&"، عندما كانت تلميذة في المدرسة الإعدادية، وقرأت مقالاً عن ارتفاع درجات الحرارة، حيث قالت لنفسها: &"هذا سيكون سيئاً حقاً، لكنه لن يحدث قريباً&"، متأثرة في ذلك بمزاعم المذيع اليميني المتطرف الذي تستمع إلى برامجه، وكان يدّعي أن تغير المناخ مجرد خدعة ويقدم البراهين على ذلك حسب رأيه، لكنها بعد حين أدركت أهمية أن تفكر في الأمر بشكل مختلف وتوصلت إلى استنتاج مفاده أنه يمكنها أن تكون قدوة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف