جريدة الجرائد

العمود الثامن: عالية نصيف وعقدة الإمارات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما وقع حادث في بعض بلدان المشرق أسرع المدوِّنون من جماعة الأخوان المسلمين إلى القول إن السبب في ذلك دولة الإمارات. كلما تخاصم فريقان في افريقيا أو تأخر تشكيل الحكومة في العراق، أو حدثت أزمة سياسية في بلد من البلدان يشير خبراء الأخوان ومن يتبعهم بأصابع الاتهام إلى الإمارات.

فلا علاقة لأمريكا بما يجري في غزة، ومسكين بايدن لم يذرف الدمع في تل أبيب، ولا تتدخل طهران أو تركيا في شؤون العراق، ومخطئ من يظن أن المناصب في بلاد الرافدين تباع بين الكتل السياسية.. لا ياسادة فهذا يسمى قصور نظر حسب ما أخبرتنا به الخبيرة الستراتيجية النائبة عالية نصيف عندما ظهرت على شاشة إحدى الفضائيات لتقول: "إن الذي يدير السياسة في العراق ويعين ضباط المخابرات هي الإمارات"، بعدها شهدنا النائبة وهي تتقمص شخصية شارلوك هولمز لتكشف لنا أن الإمارات زورت الانتخابات ، ووصل الطموح بالسيدة عالية نصيف بأن قررت أن تجلس مكان المرحومة "أجاثا كريستي" وتكتب رواية عن دور الإمارات في اغتيال متظاهري تشرين.

أسباب حملة التشويش والتشويه التي تقودها مجاميع الأخوان المسلمين ضد بعض البلدان ومنها الإمارات، معروفة حتماً، لأن الإمارات وقفت بشدة ضد مخططات التطرف ومحاولة توظيف الدين لأجندات سياسية ، لكن موقف عالية نصيف غريب وعجيب، فالنائبة التي تتغنى بالسيادة وقوة القرار، تخرج علينا بين الحين والآخر لتحذرنا من المؤامرات التي تريد أن تطيح بالمنجزات الكبيرة التي حققتها عالية نصيف للعراقيين!!.

ووسط ضجيج عالية نصيف ومن معها وهم يحاولون تبرير فشلهم وتصدير ازماتهم إلى بلدان أخرى، خرجت علينا مجلة الإيكونوميست البريطانية لتخصص أحد أعدادها عن الازدهار الذي تنعم به دولة الإمارات العربية ، في مختلف الميادين، في غلاف مثير حمل عنوان ( دروس من صعود دولة الإمارات العربية المتحدة) ، وكانت ابرز هذه الدروس تتلخص في مهارة التعامل مع قطاعات الاقتصاد والتنمية والمناخ واسعاد الناس .

نقرأ تجارب البلدان التي تعمل على رفاهية مواطنيها، فنجد الإمارات قد تحولت إلى ورشة عمل، فيما تصر عالية نصيف تريد أن يبقى العراق ورشة للشعارات والخطب وتقاسم المنافع بين الساسة.

تحقق الامارات ومعها الكثير من البلدان النجاح دون خطب رنانة، وخلال نصف قرن غطت الأبراج العالية رمال الصحراء، وخلال نصف القرن أيضا تحول العراق من أغنى بلد نفطي إلى دولة يتمدد فيها مؤشر الفقر وتغيب التنمية ، وفي الوقت الذي تطالبنا فيه عالية نصيف بان نحرج جميعا لنصرة شقيقتها في انتخابات مجالس المحافظات ، يتوقع حبراء التكنولوجيا الحديثة أن تحتل الإمارات المركز الثالث بين أهم دول العالم في الذكاء الاصطناعي بعد الصين وأمريكا.. اما نحن فيكفينا ذكاء السيدة النائبة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أحسنت
كردية -

عالية نصيف تتكلم هكذا من احساسها بالغيرة الشديدة من كل الناجحين دولا وشعوبا واشخاصا....لا تمتلك لا ذكاءا ولا ثقافة ولا شيئا ذا معنى في روحها، بعثية سابقة معروفة جدا.الإمارات بناها المرحوم الشيخ زايد على اسس العدل والمحبة والرقي، وستبقى كذلك.