جريدة الجرائد

اتفاق الإمارات التاريخي COP28.. خطوة مهمة لمواجهة تغير المناخ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اختتم مؤتمر الأطراف للتغير المناخي COP28، الذي استضافته دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي، فعالياته بالمصادقة على اتفاق دولي تاريخي غير مسبوق للتصدي لتداعيات التغير المناخي، والذي يشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي. وأقر ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي على وثيقة &"اتفاق الإمارات&" التاريخي للمناخ الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض وحماية الموارد الطبيعية من الهدر.

حيث أقرت وثيقة اتفاق الإمارات التاريخي بالحاجة إلى تخفيضات عميقة وسريعة ومستدامة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ودعت الدول لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.

ويعد اتفاق الإمارات التاريخي نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي، حيث يتضمن تعهدات قوية من الدول الأطراف باتخاذ إجراءات فورية وطموحة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بما يتماشى مع هدف حصر درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

ولعل أبرز نجاحات COP28 تمثلت في تمكنه من البناء على ما تم التوصل إليه في COP27 الذي عقد في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة، من خلال تفعيل الصندوق العالمي للمناخ وتأمين تعهدات مبكرة من الدول لتمويله.

ويأتي هذا الإنجاز التاريخي تحقيقاً للرؤية والتوجيهات السديدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق مستقبل مستدام لكوكب الأرض.

كما أن اتفاق الإمارات يعزز من مكانتها العالمية كرائدٍ في مجال العمل المناخي، ويدعم جهود الدولة الرامية إلى تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والمحافظة على كوكب الأرض، حيث تسعى الإمارات إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وسوف يصبح الاتفاق مصدر إلهام للمجتمعات وسعيها الحثيث للمضي قدماً في جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري، كما يعزز من الجهود الدؤوبة للدول وحشد التعاون الدولي من أجل تحقيق مستقبل عادل ومستدام وآمن للجميع.

لقد شكل هذا الاتفاق التاريخي فرصة استثنائية للتحرك في المسار الصحيح لمواجهة تغير المناخ، وقد كانت دولة الإمارات سبّاقة في هذا التوجه بوضعها استراتيجيات ومبادرات تدعم هذا التوجه الحاسم ومنها المبادرة الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100 % من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.

ويحظى اتفاق الإمارات بأهمية استراتيجية كبيرة، فهو يمثل خطوة مهمة في مواجهة تغير المناخ، ويعكس التزام دول الأطراف باتخاذ إجراءات فورية وطموحة، فقد حقق مؤتمر الأطراف COP28 إنجازات غير مسبوقة وبالغة الحجم والنطاق مما يؤكد رغبة ممثلي عدد كبير من القطاعات والصناعات في اتخاذ إجراءات وخطوات إيجابية، حيث نجح المؤتمر في تأمين أكثر من 85 مليار دولار من التمويل ليدشن مرحلة جديدة من العمل المناخي.

كما تم إصدار إقرار التعهد العالمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، الذي يستهدف زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى ما لا يقل عن 11 ألف جيجاوات، ومضاعفة المعدل السنوي لزيادة كفاءة الطاقة ليصل إلى أكثر من 4% بحلول 2030، والذي حظي بدعم 130 دولة، وتعد تلك خطوة استثنائية ضمن جهود هذا التوجه الطموح.

وفي اليوم الأول لمؤتمر الأطراف COP28 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إنشاء صندوق الخسائر والأضرار بقيمة 30 مليار دولار أمريكي للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، خصوصاً لدعم البلدان النامية الأكثر تعرضاً لتغير المناخ، ويهدف إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.

وقد تعهدت الدول بمئات الملايين من الدولارات حتى الآن للصندوق؛ وتقديم التزامات بقيمة 3.5 مليارات دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وإعلانات جديدة بقيمة إجمالية تزيد على 150 مليون دولار لصندوق أقل البلدان نمواً والصندوق الخاص لتغير المناخ، وزيادة تمويل البنك الدولي للمشاريع المتعلقة بالمناخ بمبلغ 9 مليارات دولار سنوياً في الفترة بين 2024 و2025.

كما دعمت نحو 120 دولة إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن المناخ والصحة في المؤتمر لتسريع الإجراءات الرامية إلى حماية صحة الناس من التأثيرات المناخية المتزايدة. ووقّعت أكثر من 130 دولة على إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الزراعة والغذاء والمناخ لدعم الأمن الغذائي مع مكافحة تغير المناخ.

وفي إطار تعزيز دور الإمارات ودعم دورها الكبير في بناء مستقبل مستدام للبشرية، تلتزم هيئة كهرباء ومياه دبي بالهدف الأسمى في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، والذي يعكس التزام الهيئة بالجهود الرامية إلى مواجهة التغير المناخي، والذي يتماشى مع رؤيتها واستراتيجيتها لكونها مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وتنفذ الهيئة عدداً من المشاريع الرائدة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، والتي تشمل تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة في إمارة دبي كتقنية الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة وغيرها. ومن أبرز تلك المشاريع مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، بتقنيتي الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وتصل القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع إلى 2,627 ميجاوات، ما يعادل أكثر من 16% من القدرة الإنتاجية الإجمالية للطاقة في الهيئة التي تبلغ 16,270 ميجاوات.

ودشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في فترة انعقاد مؤتمر الأطراف COP28، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من &"مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية&". وتتضمن هذه المرحلة أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 263.126 متراً، وأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية في العالم بقدرة 5,907 ميجاوات ساعة.

ومن أبرز المشاريع الأخرى التي تنفذها هيئة كهرباء ومياه دبي لدعم زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة:

مشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة في حتا وستصل قدرته الإنتاجية إلى 250 ميجاوات بسعة تخزينية 1,500 ميجاوات ساعة وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً. وتعد هذه المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي.

وتصل استثمارات المشروع إلى مليار و421 مليون درهم، حيث من المتوقع بدء التشغيل التجريبي للمشروع في أوائل عام 2025.

ومشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتخزينه ثم إعادة تحويله إلى طاقة كهربائية، بالإضافة للاستخدامات الأخرى في قطاعات النقل الجوي والبري والبحري والصناعة. وينتج المشروع نحو 400 كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر يومياً، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة الشمسية. ويتم استخدام الهيدروجين لإنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة تصل إلى حوالي 300 كيلووات.

وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل.

ويدعم المشروع أهداف دولة الإمارات في سوق الهيدروجين منخفض الكربون، الذي يتوقع أن يبلغ حجمه أكثر من 400 مليار دولار. ويدعم المشروع مساعي الدولة لتحقيق تنافسية عالمية في سوق الهيدروجين الأخضر.

كما يدعم هذا المشروع جهود الهيئة لتنويع مصادر الطاقة وزيادة حجم الاستثمار بها، ومبادرة دبي للتنقل الأخضر 2030 التي تهدف إلى تحفيز استخدام وسائل النقل المستدامة، عبر دعم الابتكار والبحوث والتطوير في تقنيات تخزين الطاقة ومن بينها الهيدروجين الأخضر الذي يصفه البعض بأنه &"وقود المستقبل&"، وسيلعب دوراً مهماً ليس فقط في مزيج الطاقة العالمي، ولكن أيضاً في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري.

ولدينا مشروع تحلية المياه بنظام المنتِج المستقل للمياه في مجمع حصيان، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وأول مشروع لهيئة كهرباء ومياه دبي وفق نموذج المنتِج المستقل للمياه. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمشروع 180 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً باستخدام تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر، باستثمارات تبلغ 3.357 مليارات درهم (914 مليون دولار أمريكي).

وختاماً، فإنه بفضل الجهود الدؤوبة للقيادة الرشيدة، فقد حقق المؤتمر هذه الإنجازات غير المسبوقة في مسيرة التغير المناخي، من خلال الوصول إلى اتفاق الإمارات التاريخي الذي حظي بترحيب واسع وإشادة من المجتمع الدولي، حيث أشاد العديد من قادة الدول والحكومات والمؤسسات الإعلامية بهذا الحدث الهام الذي يعد علامةً فارقةً باعتباره خطوة مهمة في مواجهة التغير المناخي.

وتمثل هذه الإشادة العالمية باتفاق الإمارات التاريخي اعترافاً بأهمية هذا الإنجاز، والتأكيد على أن العالم يتحرك في المسار الصحيح لمواجهة تغير المناخ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف