انتخابات تحت الصفر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتهت كل مشاكل العراقيين ، واستطاعت أحزابنا " القديرة " أن تضع العراق على قائمة الدول الأكثر تطوراً ، بدليل أن بغداد لا تزال في قائمة أسوأ المدن في الخدمات حسب تقرير وكالة " ميرسر " والتي هي بالتأكيد وكالة عميلة لأنها لا ترى المنجزات الكبيرة التي تحققت لبغداد .. وبعد أن تخلصنا من كل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية، ولم تبق لنا إلا قضية مجالس المحافظات التي حولت محافظاتها إلى مدن تغار منها سنغافورة ودبي وطوكيو! بين الحين والآخر يثار سؤال مهم: ماذا فعلت مجالس المحافظات ؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال الذي يحيّر ملايين العراقيين، اسمحوا لي أن أنقل لكم عبارة مثيرة و"عظيمة" قالتها النائبة حنان الفتلاوي قبل أيام وهي تبشرنا بأن النتيجة محسومة لصالح كتلتها ، وأن الاستفتاءات والتوقعات تقول إنه ليس في الإمكان أحسن مما كان ، كما أخبرنا أحد النواب بأن مجالس المحافظات وحدها القادرة على النهوض بالمحافظات ، وأعتقد أنه، مع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، من حقّ العراقيين أن لا يبالوا باجتماع برلمانهم الموقر، وأن لا يقعوا في غرامه، والسبب لأن بضاعته قديمة ، ولا تناسب مطالب الناس بالتنمية والتطور ، فهي بضاعة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.
كان "خادمكم" قد صدّع رؤوسكم في هذا المكان عن المسؤولين في الغرب وهم يقدّمون استقالاتهم لأنّ أمراً بسيطًاً حصل، فيما هذه البلاد لا يراد لها أن تغادر الوجوه الكالحة التي وضعتها على قائمة البؤس العالمي.
كان الناس يتطلعون "لتشييع" الوجوه الكالحة لأعضاء مجالس المحافظات إلى مثواها الأخير، وأن يهدي الله الكتل السياسية والحكومة المركزية إلى اختيار محافظين تتوافر فيهم صفات الشهامة والرجولة والسمعة الطيبة، محافظين يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد، لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكنّ روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحوّل بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس البسطاء، محافظين وأعضاء مجالس محافظات يحتمون بالمناصب والوجاهة الاجتماعية والسطوة في الوقت الذي يشتكي فيه المواطن من البيروقراطية القاتلة، وانتشار الفساد المالي والإداري وتفشي الرشوة والمحسوبية، القائمة تطول لمجالس محافظات أصبحت أشبه "بخيال مآتة" بالنسبة للمواطن، لكنها في الوقت نفسه تحولت إلى مقاطعة "سُجّلت" طابو باسم المحافظ ورئيس مجلس المحافظة والمحسوبين عليهم.
لعل الخطير في تصريح بعض نوابنا أن الكثير منهم عودونا "على اختراع أكاذيب، ثم محاولة تحويلها إلى واقع هدفه اغراقنا بالفشل والخيبات والازمات .