جريدة الجرائد

استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التغير المناخي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يستخدم‭ ‬لإنشاء‭ ‬مخرجات‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬النصوص‭ ‬والصور‭ ‬والصوت‭. ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬يستهلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطاقة،‭ ‬حيث‭ ‬يتطلب‭ ‬تدريبه‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬الحاسوبية‭.. ‬لان‭ ‬استخدامات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ (‬AI‭) ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬حيث‭ ‬تتطلب‭ ‬توفير‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تحديًا‭. ‬يجب‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬البيانات‭ ‬وضمان‭ ‬توافرها‭ ‬بكميات‭ ‬كافية‭ ‬لتدريب‭ ‬نماذج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬كذلك‭ ‬فهم‭ ‬النتائج‭ ‬المستخرجة‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬صعبًا،‭ ‬يتطلب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬قابلية‭ ‬فهم‭ ‬القرارات‭ ‬والتوصيات‭ ‬التي‭ ‬يتخذها‭ ‬النظام‭ ‬الذكي‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬تكاليف‭ ‬تطوير‭ ‬وتنفيذ‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬عالية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عائقًا‭ ‬للدول‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭. ‬كذلك،‭ ‬يتطلب‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالأمان‭ ‬والخصوصية،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬ببيانات‭ ‬حساسة‭ ‬وتوقعات‭ ‬المستخدمين‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬التنويه‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تضارب‭ ‬بين‭ ‬مصالح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والقطاع‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬التقنيات‭ ‬أو‭ ‬البيانات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬تجاري‭ ‬وتعتبر‭ ‬حساسة‭. ‬وأيضا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والخبرات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والمناطق،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭. ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬استعدادًا‭ ‬لمواكبة‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬وضمان‭ ‬التكامل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬الحلول‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التقنيات‭ ‬تكون‭ ‬فعّالة‭ ‬ومقبولة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

لمعالجة‭ ‬تحديات‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذ‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬وتبني‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬التقنية‭ ‬والأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬بعض‭ ‬الطرق‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬كـتعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬لجمع‭ ‬بيانات‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬تنقية‭ ‬البيانات‭ ‬وتحسينها‭. ‬يمكن‭ ‬أيضاً‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬لتبادل‭ ‬البيانات‭ ‬بطريقة‭ ‬آمنة،‭ ‬

وتطوير‭ ‬نماذج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بطريقة‭ ‬قابلة‭ ‬للتفسير،‭ ‬والتوضيح‭ ‬للمستخدمين‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭. ‬يمكن‭ ‬أيضاً‭ ‬إجراء‭ ‬استعراضات‭ ‬وتدقيق‭ ‬مستقل‭ ‬لنتائج‭ ‬النماذج،‭ ‬وتطوير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بطريقة‭ ‬ميسرة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬وتوفيرها‭ ‬بتكلفة‭ ‬مناسبة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬مفتوحة‭ ‬المصدر‭ ‬والابتكار‭ ‬المستدام‭. ‬كذلك‭ ‬تطوير‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬وأخلاقي‭ ‬قوي‭ ‬لحماية‭ ‬الأمان‭ ‬والخصوصية‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الذكية‭. ‬يمكن‭ ‬أيضًا‭ ‬تبني‭ ‬تقنيات‭ ‬التشفير‭ ‬وتقنيات‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬لضمان‭ ‬أمان‭ ‬المعلومات‭. ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬تشجيع‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لتبادل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والخبرات،‭ ‬يمكن‭ ‬تنظيم‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬وتسريع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ويمكن‭ ‬تشجيع‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنح‭ ‬والتحفيز‭ ‬المالي‭. ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬حول‭ ‬فوائد‭ ‬وتحديات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وتشجيع‭ ‬المشاركة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬فإن‭ ‬معالجة‭ ‬تحديات‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬تتطلب‭ ‬تعاوناً‭ ‬شاملاً‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المدنية،‭ ‬ويجب‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والأثر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والبيئي‭.‬

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف