جريدة الجرائد

لماذا تفضل العصابات الإلكترونية الإنترنت المظلم؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ذكرت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" في مايو الماضي أن حملة أمنية عالمية أوقفت سوقا كبيرة في الإنترنت المظلم حيث اعتقلت الشرطة الدولية 288 مشتبها وصادرت أكثر من 50 مليون يورو ما بين عملة نقدية وافتراضية. وقالت الوكالة في بيان لاحق: "في عملية نسقتها يوروبول وشاركت فيها تسع دول، صادرت السلطات القانونية سوق الإنترنت المظلم غير القانونية واعتقلت 288 مشتبها بهم متورطين في شراء أو بيع المخدرات في الإنترنت المظلم". وفي 2018، تم توجيه الاتهام إلى 36 شخصا في الولايات المتحدة فيما يتعلق بعصابة دولية لسرقة الهويات التي باعت معلومات بطاقات الائتمان المسروقة في الإنترنت المظلم، ما أدى إلى خسائر تزيد على 530 مليون دولار. وقد ذكرت وزارة العدل الأمريكية أن منظمة الاحتيال، التي أسست 2010، استخدمت منتدى في الإنترنت المظلم لشراء وبيع أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية المسروقة وأرقام الضمان الاجتماعي وغيرها من المعلومات الشخصية. ويعتقد أن أعضاء المجموعة البالغ عددهم نحو 11 ألفا استهدفوا أكثر من 4.3 مليون بطاقة ائتمان وبطاقات خصم وحسابات مصرفية في جميع أنحاء العالم. وتمت هذه العمليات رغم أن معظم أعضاء المجموعة لا يعرف بعضهم بعضا إلا من خلال أسماء مستخدمين في الإنترنت المظلم. وقد يتبادر إلى الأذهان هذا التساؤل: ما الإنترنت المظلم؟ ولماذا يكون الوجهة المفضلة لتلك العصابات الإلكترونية؟

"الإنترنت المظلم" هو جزء من عالم الإنترنت الافتراضي يتكون من مواقع مخفية لا يمكنك العثور عليها من خلال متصفحات الإنترنت التقليدية. وبدلا من ذلك، جرت العادة على الاعتماد على متصفح خاص يعمل على إخفاء هوية حركة مرور الإنترنت الخاصة بالمستخدم داخل شبكته الداخلية ومحركات البحث المصممة خصيصا لاكتشاف هذه المواقع المخفية. وبالمناسبة، فإن الإنترنت كبير الحجم حيث توجد ملايين الصفحات وقواعد البيانات والخوادم التي تعمل جميعها على مدار 24 ساعة في اليوم. والمعروف لدينا هو ما يسمى بالإنترنت المرئي أو الإنترنت السطحي أو المفتوح، وهو تلك المواقع التي يمكن الوصول إليها والعثور عليها باستخدام محركات البحث المعروفة مثل جوجل. أما الإنترنت غير المرئي، أو ما يسمى بالإنترنت العميق، الذي يمثل نحو 90 إلى 95 في المائة من جملة المواقع. وهذه الشبكة المخفية كبيرة جدا لدرجة أن من المستحيل اكتشاف العدد الدقيق للصفحات أو مواقع "الويب" النشطة في أي وقت، وتتطلب عادة اسم مستخدم وكلمة مرور وبرامج خاصة للدخول إلى محتويات الإنترنت العميق.

أما موضوع مقالنا هذا فهو الإنترنت المظلم حيث يشير إلى المواقع التي لم تتم فهرستها ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر متصفحات مختصة. إن الإنترنت المظلم هو جزء مخف جدا في الإنترنت العميق الذي لا يتفاعل معه أو حتى يراه إلا قليلون. وبمعنى آخر، إن الإنترنت المرئي أو المفتوح يشبه طبقة ظاهرة مرئية فوق جبل الجليد، بينما نرى الإنترنت المظلم والعميق تحت سطح جبل الجليد الذي لا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام برامج مختصة وكلمات مرور.

وعادة ما ترتبط سمعة الإنترنت المظلم بالنيات الإجرامية السيئة أو المحتوى ومواقع التداول غير القانونية حيث يمكن للمستخدمين شراء سلع أو خدمات غير مشروعة. وتعد سلامة وأمن الإنترنت المظلم متدنية جدا حيث ينتهي بالمستخدم العادي عادة إلى مواقع قرصنة وتجسس وتهكير أو منتديات متطرفة ومحتويات غير قانونية أو أخلاقية. ولذلك فإن الدخول إلى الإنترنت المظلم يعد مخاطرة شديدة بما فيه من مواقع محظورة ومشاهد ممنوعة يترتب عليها عواقب قانونية وخيمة، ولذلك يجب أن تقوم الجهات المحلية ذات العلاقة بحظر كل المتصفحات والتطبيقات الخاصة بالإنترنت المظلم ومنعها في المملكة والتحذير منها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف