جريدة الجرائد

كلمة ولي العهد.. الطريق إلى الرؤية السعودية سياسياً وتنموياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ألقى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخطاب السنوى في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، كلمة سموه عكست فعلياً حجم التحول العميق الذي شهدته السعودية، وكيف ساهم ذلك التحول بتقييم نظرتنا كسعوديين وكيفية وجودنا بين دول العالم اليوم، بالفعل أصبحت السعودية تتحدث عن الإنجازات ورسمت مساراتها السياسية والاقتصادية وهذا ما أكده سمو ولي العهد عندما قال بالنص: "إن السعودية ماضية في نهضتها التنموية وفق رؤية 2030".

القراءة العميقة لهذا المبدأ بكلمة سموه، تعكس بدقة أن النهضة التنموية السعودية وفق الرؤية لن تتوقف، وأن المؤسسة السياسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد جعلت من رؤية 2030 هدفا استراتيجيا، يقف خلفة دافع تنموي وفق أسس تحقق الإنجازات، وهذا ما تحقق، فالاقتصاد السعودي اليوم هو الأسرع نموا ضمن مجموعة العشرين والسياحة في السعودية حققت نموا تاريخيا، واختيار السعودية لاستضافة إكسبو 2030 أكد مكانتها العالمية وتقدم السعودية في مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة تعكس إنجازاتها الفعلية على أرض الواقع.

كلمة سمو ولي العهد كانت رسالة واضحة ومتعددة الطبقات نحو المحلية والإقليمية والدولية، هدفها الأبعد وضوح الموقف السعودي عما يحدث في المملكة، وأن هذا المشروع التنموي أصبح يمتلك القدرة على التأثير، عطفا على إنجازاته التي تحققت والتي لن تتوقف، فحديث سمو ولي العهد عن مشروع الرؤية السعودية عبر منصة مجلس الشورى رسالة واضحة للجميع، فعلي المستوى الداخلي تشكل لدى السعوديين إيمان راسخ أن الدول واستقرارها وتطورها يتطلب الكثير من الجهود والعمل الجاد، وهو ما وفرته رؤية 2030، أما على المستوى الخارجي فقد كانت الرسالة أوضح عبر التأكيد بأن ما يحدث داخل السعودية هو انعكسا طبيعي لمكانتها الإقليمية والدولية، وأنها بهذه المكانة المستحقة تاريخيا، كونها بلد الإسلام وقبلة المسلمين ومحور العرب تاريخيا وجغرافيا ورائد اقتصادي عالمي، لسوف تعمل وفقا لهذه المعطيات على تحقيق الأفكار السياسية الإيجابية في المحيطين الإقليمي أو الدولي.

فالموقف السعودي من القضية الفلسطينية ثابت ولن يقبل التغيير، فكما جاء في كلمة سمو ولي العهد بأن السعودية تؤكد وقوفها المستمر مع الشعب الفلسطيني، لذلك فالموقف السعودي من قضية غزة انعكاس مؤكد لاستمرار السياسة السعودية ببذل كل الجهود الممكنة لوقف أعمال العدوان على قطاع غزة، الرسالة السعودية واضحة بهدف عدم إتاحة الفرصة لمثل هذه الحرب أن تتسع في المنطقة، حيث استحالة الحلول وتعقيدات المشكلة، لذلك فالسعودية وبكل وضوح ترفض الأفكار الداعية إلى محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، فالرؤية السياسية السعودية في مفهومها تنطلق من فكرة أن أمن منطقة الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية التي تكفل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

في الشأن اليمني أكد سمو ولي العهد الحرص على أمن واستقرار اليمن عبر دعم الجهود الرامية لحل الأزمة بجانب رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني والدفع نحو التوصل إلى الحلول السياسية الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار لليمن ودرء التهديد عن السعودية والمنطقة، وبذات الوضوح بدعم عمليات السلام والاستقرار، أشار سموه ولي العهد إلى العراق وسوريا والسودان ولبنان وأفغانستان، والحقيقة أن الإشارة إلى هذه البلدان وموقف السعودية منها يشكل رسالة واضحة للدعم السعودي الشامل لتحقيق الاستقرار والاستدامة في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

كلمة سموه حملت رسالة واضحة بأن ترحيب السعودية بمبادرة الرئيس الصيني لتطوير علاقات حسن الجوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي انعكاس طبيعي للنهج السعودي الثابت نحو التمسك بمبادئ الاحترام المتبادل وفقاً للمعاير الدولية ووفق منهجية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

النهج السعودي في كلمة سمو ولي العهد يحمل في طياته أهدافا تنموية تخص الداخل السعودي، ولكنها لا تتوقف عند هذا الحد بل الهدف أن تنعكس هذه الرؤية بإنجازاتها المستقبلية على المحيطين الإقليمي والدولي، ولكن ذلك مشروط بوجود منطقة يسودها الاستقرار وتحقيق حلول جذرية لمشكلات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن هنا يمكن القول إن ما حملته كلمة سموه من مبادئ وقيم هي في حقيقتها أسس واضحة للنهج السعودي الذي يتجاوز بهذه الرؤية منطقة الجمود إلى مناطق التقدم والنمو والبحث عن المستقبل بكل وسيلة ممكنة، وأن التطور في الشرق الأوسط وتحقيق الإنجازات ليس قضية مستحيلة بل هو أمر ممكن أثبتت الرؤية السعودية وإنجازاتها حقيقته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف