العالم يترقّب مصير ترامب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بدأ شبح فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض، يخيّم على جميع الملفّات الدولية والإقليمية لِما لذلك من انعكاسات على استراتيجيات الدول التي ستتأثّر بشكل كبير بعودته، وعلى رأسها إيران وروسيا.
كلّ النزاعات التي بدأت أو استعرت في عام 2023 ستنتقل إلى عام 2024 مع دخول عنصر جديد، وهو احتمال عودة ترامب لقيادة الولايات المتحدة، الأمر الذي سيكون له دور كبير في مسار هذه الصراعات نتيجة مقاربته المختلفة عن الإدارة الحالية، وهي التي خبرها العالم أثناء ولايته السابقة.
تأثير ترامب على الوضع الداخلي الأميركي سيكون أقلّ بسبب النظام الأميركي الذي يعطي الكونغرس والمحاكم الفدرالية صلاحيات كبرى للحفاظ على مبدأ "الرقابة والتوازن". أمّا في ما يخصّ السياسة الخارجية فإنّ للرئيس الأميركي صلاحيّات واسعة يستطيع من خلالها إجراء تغييرات أو تعديلات كبرى في السياسة الخارجية ستؤثّر حتماً على النظام الدولي الحالي.
إيران وروسيا والصين: ثلاثي يترقب
إيران وروسيا والصين هي الدول التي تراقب عن كثب المسار الانتخابي لأنّ مصالحها مرتبطة بالتوجّهات الأميركية.
المعروف عن طهران أنّها تتقن لعبة الوقت وتصعّد حين تشعر بتردّد الخصم وتنكفئ عند المواجهة بانتظار ظروف أفضل للانتقال إلى موقع المواجهة أو الانتقام.
عانت إيران من فترة ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي وزاد من العقوبات على طهران وصولاً إلى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، إضافة إلى قرب ترامب من أخصام طهران في المنطقة. على الرغم من عدم إحياء الاتفاق النووي بين إيران وواشنطن في عهد بايدن، إلا أنّ الطرفين توصّلا إلى ترتيب غير معلن: لا اتفاق لا مواجهة. وحتى مع حرب غزة بدا وكأنّ الطرفين لا يريدان الدخول في مواجهة واسعة، واقتصرت المواجهات عبر أدوات إيران في المنطقة وردّ أميركي موضعي محدود.
في عام الانتخابات ستكون إيران قلقة وفي حيرة من أمرها. فهي إذا قرّرت أن تواجه وأن تكون أكثر عدوانية فستقدّم بذلك مساعدة لترامب، وإذا تصرّفت بهدوء ولم تثبّت إنجازاتها وفاز ترامب فستكون قد أضاعت فرصة عدم رغبة إدارة بايدن بمواجهة مباشرة وشاملة مع طهران لتعزيز نفوذها أكثر في المنطقة من خلال تفاهمات تقاسم نفوذ.
يخوض الرئيس الروسي بوتين حرباً مكلفة في أوكرانيا ساهمت في توحيد حلف الناتو من جديد والتزام أميركا به، بعد فترة ترامب الذي هدّد بالانسحاب من الحلف ورفض تحمّل الولايات المتحدة الأعباء المالية الكبرى لحماية أوروبا. المساعدات الأميركية لأوكرانيا أصبحت موقع انقسام حادّ في الكونغرس الأميركي في ظلّ عدم رغبة الجمهوريين بالاستمرار في هذا الدعم بغياب "استراتيجية نصر" واضحة. بوتين سيسعى لمنع أوكرانيا من تحقيق انتصار جدّي على الأرض، مراهناً على تآكل الدعم الغربي ومتمنّياً عودة ترامب.
الصين التي تخوض حرباً باردة تجارية مع الولايات المتحدة تعرف توجّهات ترامب المستعدّ لتصعيد العقوبات التجارية على الصين تحت شعار الحفاظ على التفوّق الأميركي الاقتصادي ومقارعة الصين في الأسواق العالمية.
عام جمود الملفات الدولية
عام الانتخابات الأميركية في ظلّ الانقسام الكبير بين الديمقراطيين والجمهوريين سيشهد جموداً كبيراً على صعيد الملفّات الدولية وليس فقط السياسية، إنّما أيضاً الاقتصادية والمناخية التي كانت لترامب بصمات كبيرة في مسارها بانتظار اتّضاح المشهد الانتخابي المرشّح أن لا يُحسم إلا يوم الانتخابات، وربّما عبر القضاء، إذا كانت النتائج متقاربة ودخلت أميركا مجدّداً عملية الطعونات الانتخابية.
العملية الانتخابية المقبلة لا تشبه أيّاً من سابقاتها، فالانتخابات التمهيدية لاختيار المرشّحين شبه محسومة قبل بدايتها. ترامب لا يزال ممسكاً بالقاعدة الجمهورية على الرغم من المشاكل القضائية التي يواجهها. فبدلاً من انتظار نتائج تصويت الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية تتّجه الأنظار مشدودة إلى قرارات المحاكم وصولاً إلى المحكمة العليا لتقرير مصير ترامب كمرشّح، إضافة إلى قرار المحاكم الأخرى في موضوع مخالفاته أثناء وجوده في البيت الأبيض وخارجه.