رؤية مصر الثاقبة أمام الإدارة الأميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما زالت مصر تؤدي دوراً بارعاً بشأن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، والعالم كله بلا استثناء يقف مشدوهاً أمام هذا الدور العظيم، والثوابت المصرية في القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتغير، ولا أكون مبالغاً في القول إذا قلت إن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بدأ يتراجع قليلاً عن مواقفه المتشددة تجاه القضية الفلسطينية، رغم الجرائم البشعة التي تقوم بها إسرائيل حتى كتابة هذه السطور، وتعد مصر الدولة الوحيدة التي تصر إصراراً شديداً على عودة الحقوق الفلسطينية طبقاً للشرعية الدولية، وإيمانها القوى بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.
على مدار الأيام الماضية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع عدد من وفود العالم بشأن التباحث في وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة. وعلى رأس هذه الوفود مبعوثون أميركيون من الإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ والنواب. ووجه الرئيس إلى أميركا ست رسائل بالغة الأهمية، وهى تعبر تعبيراً صادقاً عن الرؤية المصرية منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي. هذه الرسائل المصرية البالغة الأهمية يجب على المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا الامتثال لها، والضغط بها على إسرائيل لتنفيذها، حتى يعود الاستقرار الكامل للمنطقة، بدلاً من شبح الحرب الذي يخيم عليها، والقضاء على التوتر السائد في منطقة البحر الأحمر الذي ينذر بكارثة بشعة ليس فقط على الشرق الأوسط، وإنما على دول العالم أجمع.
الرسائل المصرية إلى أميركا تتضمن ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية التي تتم من خلال إبادة كاملة للشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية، وهذه الحرب التي طالت تعرض خلالها الأشقاء الفلسطينيون إلى كل ويلات الجرائم من قتل وذبح وانتهاك للحرمات وخلافه مما يتعارض تماماً مع القانون الدولي الإنساني.
والرسالة الثانية تتلخص في ضرورة تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية من خلال هدنة طويلة يعقبها وقف دائم لهذه الحرب البشعة..
والرسالة الثالثة هي الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن، أو إلى أية دولة في العالم كما تريد إسرائيل، وكذلك الرفض التام لعمليات التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل حالياً، بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
أما الرسالة الرابعة فهي ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتأمين وصولها إلى الأشقاء بدون أن تتعرض لها قوات الاحتلال بالقصف أو خلافه من وسائل المنع المختلفة.
والحقيقة في هذا الشأن أن المساعدات المصرية للقطاع بلغت ما يعادل كل المساعدات التي تم إرسالها من العديد من الدول. إضافة إلى أن مصر حرصاً منها على الشعب الفلسطيني نجحت في إقامة مخيم مؤخراً داخل خان يونس لإيواء الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب البشعة.
أما الرسالة الخامسة فهي ضرورة إجراء تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ووقف التعنت الإسرائيلي الذي يعرقل كل المفاوضات، ويكفي أن القاهرة نجحت في توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية مؤخراً، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنية تتحدث باسم الفلسطينيين، إلا أن الاحتلال لم يرقه هذا، وبعدها قامت بارتكاب جريمة اغتيال قيادي في حماس مع رفاقه في جنوب بيروت، بهدف تعطيل أية مفاوضات قد يتم إجراؤها وكل ذلك لمنع إقامة المباحثات الخاصة بالسلام.
أما الرسالة الأخيرة والمهمة فهى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار تفعيل حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
هذه هى رؤية مصر الثاقبة تجاه الحرب والقضية الفلسطينية، وقد أعلنتها القاهرة من البداية ولن تتراجع عنها أبداً.