جريدة الجرائد

السينما كحامل للرواية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سؤال سبق طرحه حول ما إذا كان نجاح وشهرة بعض الروايات في مختلف الثقافات والآداب هو ما حمل المنتجين والمخرجين على تحويلها إلى أفلام، تعويلاً على شهرتها لتسويق الأفلام التي تحمل اسمها، أو يكتب في إعلانها أنها مأخوذة من رواية لكاتبٍ ما، في حال اختلف عنوان الفيلم عن عنوان الرواية الأصلي.

والنقاش لن يدور حول من يأتي أولاً: الرواية أم الفيلم، فهذا أمر محسوم، فحتى لو لم تكن الرواية المعنية قد حققت نجاحاً كبيراً لدى القراء، فإنها تأتي أولاً حين يختارها منتج أو مخرج ما ليحوّلها إلى فيلم سينمائي، وإنما حول من يمنح الشهرة أكثر لرواية أصبحت فيلماً، أهو صدورها مطبوعة، وفي حالات كثيرة بعدة طبعات وأيضاً بعدة لغات، بعد ترجمتها إليها، كما هي أعمال روائية كلاسيكية شهيرة، أم أن تحويل الرواية إلى فيلم هو ما يمنحها شهرة ما كانت ستبلغها لو بقيت مجرد كتاب مطبوع، ولن ندخل هنا في السجال المعروف حول أن الكثير من الأفلام شوّهت الروايات التي اختارتها، فهو أمر صحيح تماماً.

مع ذلك فإن الكثيرين منا شاهدوا أفلاماً مأخوذة من روايات، قبل أن يقرأوا الروايات نفسها، وكثيراً أيضاً ما تكون مشاهدة الفيلم محفزاً للعودة للرواية الأصل لقراءتها. أنا مثلاً شاهدت فيلم &"زوربا&" قبل أن أقرأ رواية نيكوس كازانتزاكيس التي أُخذ عنها الفيلم، الذي أصبح محفزاً لي لقراءتها، لأجدها أجمل وأثرى من الفيلم، رغم جماله وجودته، ويكفي أن رقصة زوربا التي أداها في الفيلم بإتقان الممثل القدير أنطوني كوين، هي التي حوّلت المشهد المكتوب إلى مشهد بصري لن تمحوه الذاكرة، وبالمثل فإن الكثيرين شاهدوا الأفلام المصرية المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وطه حسين وسواهم، لتعرفهم السينما على تلك الروايات.

على صلة بذلك نقرأ أن رواية ميخائيل بولغاكوف &"المعلم ومارغريتا&" أصبحت الكتاب الأكثر مبيعاً في روسيا عام 2023، حيث بيعت منها أكثر من 65000 نسخة، لتليها رواية فيودور دوستويفسكي &"الجريمة والعقاب&" التي بيعت منها أكثر من 52 ألف نسخة خلال عام واحد، كما أنها كانت الكتاب الرقمي الأكثر شعبية في العام المنقضي، وبعد ذلك تأتي أعمال الكاتب الأخرى مثل روايات &"الأخوة كارامازوف&" و&"الأبله&". وفي ختام تصنيف أفضل الكتب الخمسة مبيعاً من الكلاسيكيات الروسية أتت الرواية الخيالية ليفغيني زامياتين &"نحن&".

ولأن الحديث يدور عن السينما والرواية، فإن الموقع الذي نشر التقرير توقع أن تستمر روايتا بولغاكوف وديستوفسكي في موقع صدارة المبيعات في الربع الأول من عام 2024، بسبب العروض القادمة للفيلمين اللذين يحملان الاسم نفسه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف