المطبات والبصيرة

- مع هذه الأجواء الجميلة يزداد صفاء الأصوات الخارجية ووضوحها، فأصوات المكيفات مع إغلاق النوافذ وخاصة في السيارة تحجب أغلب الأصوات الأخرى في الخارج.

- صرت أستمتع بأصوات العصافير بشكل أوضح، وكذلك أصوات المطبات ومن يأكلها من المارين دون مقبلات، فهي سيمفونية منفردة من عدة أطراف، أبطالها نجوم مشتركة بين إطارات السيارة والفرامل وحضرة المطبة وصدام السيارة الذي يُقبل الإسفلت بعدها والسائق الذي غفل عنها .- قد يقول الكثيرون الذنب على السائق الذي غفل منشغلا بأمر ما، كجواله أو الحديث مع من يركب بجانبه، وهذا أحد الإحتمالات الصحيحة والواردة ولكن أيضا بعض المطبات وبالذات داخل الأحياء وبعض الطرق الرئيسية لا تتميز بلون مختلف كالأصفر أو الفسفوري أو الأبيض المخطط أو عاكسات الأنوار او الإشارات التحذيرية لينتبه لها السائق، فالأغلب يأكل هذه المطبة مرتين وثلاث بعدها تتخزن في عقله الباطن ويبدأ يعرف تلقائياً ويحس أن المطبة قريبة فيبدأ بخفض السرعة.

-أما المطبات التي يكون المرور عليها أول مرة، فإنك موعود بإحساس وكأنك مقلع ثم تجد عقالك تحت الكرسي لوهله وإن كان معك كوب شاي أو قهوة فإن أقرب منعطف للعودة ينتظرك، لا أعمم دائما ولكن غالباً ما يتسبب في هذا الخطأ بعض المقاولين بعد إصلاح الحفريات أو التحويلات، وحتى نكون منصفين فأغلب الشوارع بمختلف مواقعها تحمل الإشارات المرورية الأرضية وعلى الأرصفة بشكل واضح ومناسب.

- صديق لي ذات مرة من فريق من يرى نصف الكوب الممتليء ، ذكر حزمة من مزاياً مهمة للمطبات لا تقدر بثمن نغفل عنها جميعنا فقلت هات بعضها تفضل، فقال أولاً المطبات أنواع، ولكل نوع ميزة في المدينة أو حتى في البر، فأولا هي موجات كهرومساجية تعمل مساجاً لمختلف أنحاء جسمك وحتى لسانك فقلت كيف قال جرب أن تتحدث وأنت تمشي على عيون القطط أو المطبات المتتابعة وستجد أن لسانك يتموج وكانك تغني فقلت صدقت ثم قال المطبات أحد العوامل المساعدة في هضم الأكل وهذا يحارب السمنة ولا يسمح ببقاء الأكل وهو نوع من الرياضة، كما أنها عامل مهم في اليقظة وتنوير البصيرة حيث تجعلك مستيقظاً وتطرد النوم إن حاول الإقتراب منك أثناء القيادة.. كل هذه مزايا تغفلون عنها تفيدكم بشكل مجاني وأنتم فقط تتحلطمون على الجوانب المظلمة .
- قلت له فعلا أن للمطبات بصيرة غفلنا عنها.