إعلامنا نشكله برؤيتنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهذه العبارة اختتم معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري منشوره عبر منصة إكس والمتضمن الإشارة إلى ورشة عمل "مستقبل الإعلام" والتي شارك فيها أكثر من ثمانين إعلاميا وقياديا من القطاع الخاص وفوق سبع وخمسين شركة محلية وإقليمية وعالمية، معاليه أشاد بمخرجات الورشة من نقاشات وتطلعات وحصر للتحديات، وأكد أن إعلامنا نشكله برؤيتنا، وهي النقطة التي أجد أنه من المهم الوقوف عندها والتأكيد عليها، بل مراجعتها في كل مرة لفهم بوصلة الإعلام ومستقبله، سبق هذه الورشة الإعلان عن جائزة التميز الإعلامي التي شهدت في نسختها الأخيرة 2355 مشاركة، تقدمت للمنافسة تسعون جهة حكومية وستة وخمسون من القطاع الخاص وغير الربحي وشاهدنا تميزا نوعيا في المنتجات الإعلامية الوطنية التي نفخر ونعتز بكل من ساهموا بها، وبالتزامن مع التحضير القائم للحدث الإعلامي الأكبر في المنطقة (المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الثالثة) والذي يضم معرض مستقبل الإعلام ويقام في شهر فبراير المقبل فإن مراجعة الرؤية الإعلامية والانطلاق منها أمر مهم.
بلا شك إننا بتنا اليوم أقرب لمفهوم صحافة المواطن، بل المواطن الإعلامي، وأجد أن هناك تميزا ملموسا من صناع المحتوى السعوديين والهيئات الإعلامية سواء هيئة الإذاعة والتلفزيون أو الهيئة الهامة لتنظيم الإعلام قدمت برامج عديدة داعمة للشباب والمواهب، بجانب تنظيم غير مسبوق للمشهد الإعلامي، والمحك الحقيقي اليوم هو وعي الفرد في انتقاء منصته التي تناسبه، ولو أردنا العودة إلى تاريخ الإعلام السعودي لوجدنا أننا قطعنا أشواطا في المنتجات الإعلامية من صحافة ومنتجات سمعية ومرئية والتي تعتبر بالفعل رافدا اقتصاديا بل ذكر الدكتور الباحث بندر الجعيد في ورقته بعنوان "اللوائح القانونية السعودية واقتصاديات الإعلام" أن التطورات النهضوية في صناعة الإعلام لم تكن مادية بل شملت تحديثات قانونية وتشريعية كبيرة لتنظيم السوق الإعلامي داخل المملكة، كما أكد أن هذه الصناعة استغرقت عقودا من الزمن لتصل للوضع الحالي، الورقة نشرت في عام 2023 وهي تقدم بعدا مهما لفهم المشهد من حيث قراءة اتجاهات نمو القطاع الإعلامي (المادي والمتجسد في المدن الإعلامية والأستوديوهات والمحطات والمؤسسات التعليمية)، والبعد المعنوي والمتمثل في التشريعات والتنظيمات والرقابة.
المملكة دولة محورية ذات تأثير تاريخي ممتد وخالد، والإعلامي الواعي يدرك جيدا ما نوع الخطاب الذي ينتظره منه الجمهور، والمتحدث السعودي مهم أن يحمل في طيات حديثه مزيجا من حكمة قادته وهدوئهم، وهنا أجد دراسة جديرة بالأخذ بفحواها للباحث المختص بتحليل الخطابات في كلية الإعلام والاتصال الأستاذ المشارك عبدالله العساف، حيث تناول المرتكزات في الخطاب الرسمي السعودي محليا وخارجيا والاستهلالات والانعكاسات للمواقف عبر الخطاب الإعلامي، وقد أظهرت النتائج أن من أبرز المرتكزات كانت التأكيد على التشريع الإسلامي، الهوية العربية، القوة الاقتصادية والمالية، العقد الاجتماعي، الاستقرار السياسي وكان من أبرز النقاط التي ظهرت أيضا في الموقف من القضايا الخارجية العلاقات الإيجابية وتقديم الدعم وإدانة الإرهاب بكل أشكاله. ركز العساف على تكامل ملامح المملكة في خطابات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وأثنى على ضرورة تبني نهج تحليل الخطابات الإعلامية خاصة للسنوات القادمة.
أخيرا، فإن مستقبل إعلامنا يبدو مشرقا وهو كذلك، طالما أننا نتسق ولله الحمد والمنة مع رؤية وطننا ولا نحيد عنها، لنجعل عام 2024 عاما إعلاميا بإمتياز، وألا نتوقف عند منتج واحد، بل يكون هناك مضاعفة للإنتاج والسوق السعودي لديه قدرة استيعابية مهولة، والجماهير تستحق أن نجود الأعمال التي يتطلعون عليها.. نعم هي رؤيتنا ونحن لأجلها نتشكل.