جريدة الجرائد

التخصصات «المزدوجة» في الجامعات وسوق العمل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طرحتْ بعضُ الجامعاتِ السعوديَّةِ، بالتَّعاون مع مجلسِ شؤون الجامعاتِ مبادرة &"الدَّرجات العلميَّة المخصَّصة ذاتيًّا&" في العديدِ من التخصُّصات الأكاديميَّة، وهي فكرةٌ تعتمدُ فيما يُعرف بالتخصُّصات البينيَّة والمزدوجة، مثل الدِّراسة بنمط الدَّرجة المزدوجة &"Dual Degree&"، وتنتهي دراسة الطَّالب بهذا النَّوع من الدِّراسة بمؤهَّلَين في تخصُّصين مختلفين، أو دراسة التخصُّص الفرعيِّ &"Minor&" وهو نمطٌ دراسيٌّ يتيحُ للطَّالب أنْ يضيفَ إلى تخصُّصه الأساس تخصُّصًا فرعيًّا آخرَ (عدد ساعات محدَّدة)، وينتهي بمؤهَّلٍ واحدٍ فقط، في مقابل تسجيل البرنامج الفرعيِّ في سجِّل الطَّالب الأكاديميِّ دونَ تسجيلِهِ في وثيقةِ الطَّالب، وهو نمطٌ للدِّراسة في العديدِ من الجامعات العالميَّة، أمَّا النمطُ الثَّالث للدِّراسة والمطروحة في بعضِ الجامعاتِ، فهو نمطٌ التخصُّص المزدوج &"Double major&"، ومن اسمه فإنَّ الدِّراسة فيه تتيحُ للطَّالب أنْ يدرسَ تخصُّصين رئيسيَن بعددٍ من السَّاعات التي تخدمُ التخصُّصين البينيين.

والجميلُ في الأنواع الثلاثة من الدِّراسات البينيَّة والمزدوجة أنَّها تتيحُ للطَّالب حريَّة الاختيارِ من التخصُّصات ما يرغبه من نفس كليَّته، أو من خارجها، وكلُّ هذه الأنواع من الدِّراسات البينيَّة تمنحُ درجة البكالوريس، هذه الدِّراسات المزدوجة يُلاحظ أنَّه معمولٌ بهَا في بعض جامعاتِنَا، بينما هناك ما هو جديدٌ -ولأوَّل مرًّة- مثل الدِّراسة البينيَّة بين تخصُّصين (رئيس - فرعي) مثل بكالوريس في علم الاجتماع، وعلم النفس، ويستهدف هذا التنوُّع في الدِّراسات البينيَّة المزدوجة أنْ يمنح الطَّالب فرصًا متعدِّدة للتَّوظيف في سوق العمل، فلو أنَّ هناك طالبًا حصلَ على وثيقتَين وفقًا للتخصُّصين المختلفين، فإنَّه ممكن أنْ يتقدَّم إلى جهاتِ العملِ بأيٍّ من الوثيقتَين، ومثل ذلك واضحٌ في تخصُّصين أحدهما في كليَّة تقنية المعلومات، وآخر في كليَّة الإعلام، أو كليَّة السِّياحة، فالمساحة التي يتحرَّك بها الخرِّيجُ في سوق العمل أوسع، والفرصة ضعف عنها في التخصُّص الواحد.

وكما أوضحت الوزارة الهدف من التخصصات المزدوجة تلبية شغف الطالب في أكثر من تخصص، وتحقيق التكامل بين الكليات والأقسام العلمية، وتعزيز الطموحات الشخصية للطلاب والطالبات، كما أنها تمنح الطلاب والطالبات مزيداً من تحقيق الفرص للدخول في سوق العمل، ويمكن أن توجد الجامعات العشرات من التخصصات البينية والمزدوجة فيما بين الأقسام العلمية والكليات المتعددة وذلك وفق خطط منهجية وساعات معتمدة يتفق بها مع وزارة تنمية الموارد البشرية والقطاع الخاص لتصنيف وظائف تخدم التخصص البيني والمزدوج.

ولعلَّ هذَا النَّوع من الدِّراسة كان معمولًا به عند تأسيس بعضِ جامعاتنا في نطاقٍ محدودٍ، حيث كانت هناك أقسامٌ وتخصُّصات مزدوجةٌ مثل: تخصُّص بكالوريوس دراسات إسلاميَّة، ولُغة عربيَّة، في جامعة الملك عبدالعزيز، وفي الوثيقة يُكتب التخصُّصين، وكذلك في كليَّة العلوم في جامعة الملك سعود، هناك تخصُّصات مزدوجة كيمياء وأحياء، أو أحياء وجيولوجيا، وكان صاحب الوثيقة يتعيَّن وظيفيًّا في أيٍّ منهما، ولائحة الدِّراسات العُليا في وزارة التَّعليم تحثُّ على تبنِّي التخصُّصات البينيًّة بين الأقسام العلميَّة، أو حتَّى الكليَّات. وناتج هذه الدِّراسات والتخصُّصات البينيَّة المزدوجة -بلا شكٍّ- يخدمُ الطُّلاب والطَّالبات في إتاحة فرص عمل أوسع في العديد من المجالات، كما أنَّه يتيحُ القبول لعددٍ أكبر من الطُّلاب والطَّالبات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف