جريدة الجرائد

انهيار الجدار.. الإعلامي صحفي قهرياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في الأزمان الغابرة، كان يوجد فصل بين الصحفي والإعلامي، ولم يكن يطلب من المذيع أو مقدم البرنامج، إلا أن يكون ملماً باللغة وحسن المظهر ومعفي من المهارات الصحفية ومتطلباتها الكثيفة التي تصدع الرؤوس، وتستهلك طاقة معرفية وذهنية مضنية، ويتولى فريق الإعداد المهمات الصحفية ليمد الإعلامي رجليه ويرفل بالشهرة بيسر وبلا تكلفة، طلة بهية ولغة وخصلنا!

الآن، تلاشت السنين السمان، وانهار الجدار الفاصل بين الصحفي والإعلامي، وأضحى أطلالاً وحكايا للتسلية، وأصبح الإعلامي، بالضرورة القهرية، صحفياً، بحكم التطور المهني، واضطر مقدم البرنامج المرئي أو المسموع، أن يكون صحفياً، يخوض المعمعة، ليسأل ويحاور وينجز المهمة بأكمل ما يستطيع.إذاً.. لنتحدث عن الصحفي &"الذي أيضاً هو الإعلامي سابقاً&".تسنت لي، طوال عملي بالصحافة، فرصة فريدة، في معرفة نقاط ضعف الصحفيين ونقاط قوتهم، وتنوع مهاراتهم المهنية والشخصية.
نظرياً، يتمتع الصحفي في مجالس المقاهي، بخبرة واحدة، هي الصحافة، وهذا خطأ يقع فيه رواد المقاهي، وكثير من مراقبي الصحافة وحتى الصحفيون أنفسهم. فالصحفي المهني العالي الاحترافية، هو مجموعة خبرات &"مبدعة فعالة&" ومهارات متجددة، ممزوجة بالمهمة الصحفية.
أولى هذه الخبرات: الخبرة المعرفية؛ على الصحفي، ضرورة وليس ترفاً، أن يكون كثيف المعرفة العامة، وكثيف المعرفة المتخصصة &"في قسم الاقتصاد أو الثقافة أو الرياضة..إلخ&"، وتضاف للجميع &"معرفة الخبراء&" التي يحتاجها الصحفي حال إعداده موضوعاً، يتعين أن يعرف تفاصيله ودقائقه وتاريخه وعلاقاته، وكأنه خبير، يطرح أسئلة مهنية عميقة ليأتي بأجوبة ومعلومات مهمة وجديدة وجذابة، بعكس لو كانت معرفته سطحية، سيطرح أسئلة ضعيفة ويحظى بإجابات ومعلومات سطحية لا قيمة لها. لأن المبدأ هو أن كل ما يقدمه الصحفي من معلومات هو نتيجة إجابات على أسئلته.
وثانياً؛ الخبرات العملية الميدانية &"المبدعة&". وثالثها؛ اللغة، وهي، لو يعلم الصحفيون، محيط أو قل محيطات تستهلك أكثر من عمر للإبحار في أمواجها وشطآنها وموانئها.
ورابعها؛ الأخلاقيات المهنية، هي أيضاً محيط من مهارات الاحترافية والثقافة المهنية والمروءة وضبط النفس والمعارف الفلسفية والاجتماعية والنفسية.
وخامسها؛ الثقافة القانونية، وسادسها؛ التطوير الذاتي المستمر وتعظيم الخبرة المهنية. وهي أيضاً غذاء يومي للصحفي طوال سنين عمله، بأيامها ولياليها.
*وتر
ينتظر أن تضاء شمعة..
أن تمر نجمة عابرة أو ضوح قمر
هذا السهد والعُتم تأكل الروح والأمشاج..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف