أم فؤاد وأم كلثوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا أحد ينازع السيدة أم كلثوم على اللقب الذي حملته في حياتها، وبقي قرين اسمها، بعد عقود على رحيلها: &"كوكب الشرق&". يكفي القول &"كوكب الشرق&" دون إضافة اسمها، ليعرف الجميع أنه ما من كوكب للشرق سواها في عالم الأغنية والموسيقى والفن.
ما له دلالة كبيرة، أن هذا اللقب أطلق على أم كلثوم في مدينة حيفا الفلسطينية، فترة الانتداب البريطاني، وحيفا كانت تعدّ ثاني أهم ميناء على البحر الأبيض المتوسط بعد الإسكندرية، كما أنها كانت مركز فلسطين البري من خلال سكة الحديد التي بناها العثمانيون، وربطت بلاد الشام بالحجاز، وكانت فلسطين يومها مقصداً للفنانين والأدباء العرب، من مطربين ومسرحيين وشعراء.
ولإطلاق اللقب على أم كلثوم حكاية. ففي عام 1928، أحيت &"الست&" أمام جمهور غفير حفلين في مدينة القدس، على المسرح المعروف باسم &"عدن&"، ومن القدس استقلت القطار قاصدة حيفا، لتلبية دعوة من شباب نادي الرابطة العربي، وهناك أحيت حفلين أيضاً أحدهما في شارع الملوك، والثاني على &"مسرح الانشراح&"، ووثقت مجلة &"المصوّر&" المصرية، يومها، زيارة وغناء أم كلثوم في القدس، ثم انطلاقها إلى حيفا للغرض ذاته.
هناك، في حيفا، صعدت على المسرح سيدة فلسطينية تدعى &"أم فؤاد&" من طيرة الكرمل، كانت في غاية التفاعل مع أغنية &"الست&" &"أفديه إن حفظ الهوى&"، ومن على المسرح وسط تصفيق الجمهور، قالت لها &"أنتِ كوكب الشرق&"، وهناك رواية شفوية أخرى تقول إنّ اللقب الذي نالته أم كلثوم، انطلق مِن مقهى &"الشرق&" في مدينة حيفا أيضاً، وصفق لها الحضور، حيثُ أطلقت عليها إحدى السيدات الحيفاويات &"كوكب الشرق&".
حين يأتي اسم فلسطين تحضر سيرة الوجع. فالسيدة أم فؤاد، ويقول بعضهم إن اسمها كان &"أم خليل&"، التي صعدت على المسرح، ومنحت أم كلثوم اللقب الذي ظلّ وسيظل ملازماً لها، انتهت بها الأقدار إلى اللجوء عام 1948 إلى أحد مخيمات سوريا، قد يكون مخيم اليرموك أشهر مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا.
وفاء من فلسطينيي أراضي 1948 لذكرى أم كلثوم في تاريخ مدينتهم ولمكانتها الفنية الكبيرة، نجحوا، عبر بلدية حيفا، التي لهم تمثيل فيها، في إطلاق اسم &"الست&" على أحد شوارع المدينة، فثارت ثائرة ممثلي اليمين العنصري المتطرف على ذلك، واصفين أم كلثوم بأنها &"عدوّة إسرائيل&"، بسبب بعض أغانيها الوطنية، ومنها أغنية &"والله زمان يا سلاحي&"، من كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل التي غنتها بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي أعقاب هزيمة 1967 غنّت من شعر نزار قباني وألحان محمد عبد الوهاب &"أصبح عندي الآن بندقية&" وغيرها.