واقعنا الثقافي والفني والهوية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحراك الثقافي والفني الذي نعيشه حاليا ويمثل فورة بكل ما تعنيه الكلمة، يعاني من فقدانه لهوية تميزه وترسم ملامح مستقبله، الأمر طبيعي بما يحدث بوقتنا الحاضر، الانغلاق الذي عشناه ثقافيا وفنيا لمدة تجاوزت الأربعين عاما، لا بد أن يكون لها تأثير مباشر على صنع هوية واضحة بهذا المجال.
قبل أيام أعدت حلقة للممثل ناصر القصبي في مسلسل "سلفي" والتي كانت بعنوان "دنفسه"، وهي حلقة جريئة وواقعية عن زمن تعايشناه وعشناه خلال الفترة السابقة، خصوصا أن ناصر القصبي وعبدالله السدحان هم أكثر من تناول تلك المرحلة وانتقداها في عز قوتها ووهجها، وكان من الطبيعي أن يجدوا الهجوم والتشكيك بثوابتهم أو حتى الخطر على حياتهم!
ناصر القصبي كان يمثل دور شاب يحب الغناء، شاءت الظروف أن تسير معه الحياة بالصدفة ويصبح مطربا مشهورا، ويتبدل حاله ويعود إلى القاع بدلا من القمة، وعندما واجه صعوبات الحياة، استلف "عود موسيقي" وذهب إلى حفلة من نوع آخر، كانت تشتهر ولها صيتها في الزمن الماضي، حفلة تكسير الأدوات الموسيقية وإعلان التوبة، الحفلة في ذلك الزمن نجاحها مضمون وانتشارها كبير، وحقق القصبي المطرب المغمور شهرة أكبر من شهرته في أغنية "دفنسه"، والمضحك المبكي أن الشهرة حولته بذكاء من ساعده ونظم له حفلة "التكسير" إلى "منشد" ومنشد هنا بدون موسيقى، وحتى لو سرق ألحان الأغاني المشهورة وحور بالكلمات المشهورة، فالأمر مقبول منه وبل يتم تشجيعه، والأسماء عديدة بهذا المجال من السرقات المباحة حسب تصنيفهم.
الحال حاليا عكس حال حلقة ناصر القصبي، الأمر تحول من حيث انتهى ناصر في حلقة "دنفسه" إلى بداية الحلقة، العملية عكسية، من منشد إلى مطرب بموسيقى أو مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي بدون قيود وأحيانا "بتجاوزات" أخلاقية، فالمرحلة بالفعل تحتاج إلى وقت لتنظيمها ذوقيا، فعلى مستوى الأعمال الفنية التلفزيونية أو السينمائية، نجد كثافة الكم على الكيف والجودة والحال بالساحة الغنائية التي تشهد منذ فترة (فقرا إبداعيا)، تسببت بغياب الأعمال الجيدة التي كانت بالسنوات العشرين الماضية.
الاهتمام بكثافة الأعمال المتنوعة والأفكار التي تعتمد على التواجد فقط، إذا استمرت بالكيفية التي نعيشها حاليا، ستؤثر على الشخصية الفنية الثقافية السعودية، والتي لها حضورها وشخصيتها الفريدة، نعم من الممكن تقبل الأمر لفترة محدودة، ولكن المسؤولية على العديد من الوزارات والهيئات ذات الشأن للمحافظة على الهوية الثقافية الفنية السعودية بكل جمالياتها ومكوناتها!