جريدة الجرائد

التناقض وليد التعصب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أصبح التناقض في آراء بعض النقاد أو الإعلاميين في الوسط الرياضي ظاهرة ملحوظة. يتناقض الكاتب أو الناقد أو الإعلامي مع نفسه في التعليق على الحالات المتشابهة سواء كانت فنية أو إدارية أو سلوكية. سبب هذا التناقض هو سيطرة الميول للأندية وعدم القدرة على التحرر من دور المشجع إلى دور الناقد الذي ينشد الحقيقة ويمارس الموضوعية والمصداقية. أصبح النقد الرياضي مجالا للتندر بسبب طرح سطحي وجدل عقيم وتهريج وتشكيك وتوجيه اتهامات في كل اتجاه بحثا عن الاثارة وليس الحقيقة.

بعض الإعلاميين الرياضيين ليست مشكلتهم عدم القدرة على ممارسة النقد الموضوعي فقط وإنما هي الخروج بعيدا عن الروح الرياضية وأخلاقيات العمل الإعلامي، بعض الإعلاميين المشجعين لأندية معينه مهمتهم الثابتة هي شيطنه الأندية المنافسة. نتج عن ذلك نقد غير موضوعي وحالة تشبه حالة الهجاء المعروفة بين الشعراء. أصبح النقد الرياضي مجرد مناكفات سئم منها المتلقي إلا من ينظر إليها كمادة للتسلية. لا يمكن الاستفادة من كتابات وتعليقات ونقاشات تضيع الوقت على الهوامش والخلط بين الحقائق والمعلومات وبين الآراء. لا يمكن الاستفادة من نقد هو عبارة عن أفكار وأراء جاهزة تتحكم فيها الميول، ما هي فائدة النقد حين لا يبحث عن الحقيقة، ويقوم بدلا من ذلك بشطب الحقائق والتشكيك في النجاح بدلا من دراسته! أغرب ما في هذا الموضوع أن الذين لا ينتمون للنقد الموضوعي والطرح المهني يتبادلون الاتهامات فيما بينهم في نشر الفكر المتعصب والنقد السطحي والمشاجرات والأخيرة هي الفقرة الرئيسة الثابتة في ميدان الإعلام الرياضي. نعم، أصبح الإعلام الرياضي حالة مشاجرات دائمة وبالتالي فإن ما يطرح لا يستحق مسمى الإعلام الرياضي. الإعلام الرياضي ليس كرة قدم فقط وليس ناديين فقط، والنقد المفيد هو الذي يركز على الأداء ويبتعد عن الشخصنة والتشكيك، الإعلام الرياضي منظومة شاملة فكرية وثقافية وفنية وإدارية وتقنية وليس مجرد اختلاف في الرأي حول قرارات الحكام في كرة القدم! الإعلام الرياضي جزء من منظومة إعلامية وطنية تتطور لتليق بمكانة المملكة الفريدة بين دول العالم، فمتى يركب الإعلام الرياضي قطار التطور الشامل في المملكة في كافة المجالات؟

التناقض ينتج عن التعصب حين يعجز الناقد عن الارتقاء المهني فيفشل في الانحياز للحقيقة لأن ميوله لأحد الأندية تكبل فكره. يحدث هذا في مجالات أخرى غير مجال الرياضة لأن التعصب في أي مجال يمنع التفكير المستقل ويقود صاحبه إلى التناقض في التعامل مع الأحداث المختلفة وقد يتعدى سلوك التناقض إلى سلوك الكذب!

لا يملك المتلقي إلا ترديد السؤال، متى يتطور الإعلام الرياضي ليواكب التطور الشامل في المملكة ، أو بصيغة أخرى، لماذا لا يتطور الإعلام الرياضي ؟ والسؤال الأهم، هل سيتطور الإعلام الرياضي بنفس الجيل الحالي؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف