جريدة الجرائد

متى يعيد الغرب حساباته؟

رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أسابيع قليلة مرّت منذ أن أطاح رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بوزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف الذي شغل المنصب منذ نهاية 2021، وأمضى أكثر من 550 يوماً في حالٍ من الحرب الشاملة مع روسيا، ولعب دوراً في حصول أوكرانيا على مساعدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات؛ لدعم جهودها الحربية.

بعض المراقبين والمحللين ذهبوا إلى أن ريزنيكوف كان كبش فداء يحتاج إليه زيلينسكي أمام الخسائر الكبيرة التي مني بها الجيش الأوكراني في الشهور الماضية، خاصة بعد الفشل الذريع لما وصف بالهجوم المضاد، الذي حشد له زيلينسكي دعماً غربياً غير مسبوق، وأوهم الغرب أن الهجوم سيحقق أهدافه، أو بعضها، في استعادة ما سيطرت عليه روسيا من أراضٍ في بدء الحرب، حتى بلغت به درجة التفاؤل حد التوعد بإعادة شبه جزيرة القرم الاستراتيجية إلى السيطرة الأوكرانية.

في إعلان إقالته لوزير دفاعه السابق وتعيين وزير جديد للدفاع هو رستم أميروف، قال زيلينسكي، إن الوزارة تحتاج إلى نهج جديد وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع، لكن لم يكد الوزير الجديد يتسلم مهامه حتى أعلنت كييف نفسها عن سقوط مدينة أفديفكا في الجبهة الشرقية الأوكرانية بيد القوات الروسية، فيما وصف بنصر استراتيجي ورمزي كبير لموسكو، منذ استيلائها على باخموت في مايو/أيار 2023، وهو ما حمل زيلينسكي للإقرار، قبل يومين، بأن &"الوضع صعب جداً&" على خط الجبهة في مواجهة روسيا، فيما تدخل الحرب معها شهرها التاسع عشر، وتركز القوات الروسية أكبر عدد ممكن من الاحتياطات.

كالعادة، ردّ زيلينسكي الأمر إلى ضعف الدعم الغربي، بل إنه تحدث عن &"غياب&" الدعم الأمريكي نتيجة الخلافات السياسية الداخلية؛ حيث لا يزال &"الكونغرس&" غارقاً في سجالات تمنع الموافقة على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، كما أن التركيز العالمي، بما في ذلك تركيز الدول الداعمة لأوكرانيا، منصبٌّ حالياً على الحرب في غزّة. وليس النقص في المدفعية والدفاع الجوي والأسلحة بعيدة المدى، وحده ما شكا منه زيلينسكي. شكا أيضاً مما وصفه ب &"الحصار&" الذي يفرضه على الحدود مع بولندا سائقو الشاحنات والمزارعون البولنديون ما يظهر &"تآكل التضامن&" مع بلاده.

مع الإقرار بأن روسيا لم تتوقع أن تطول الحرب كل هذا الوقت، وبتحمّلها الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة، نظراً لما حظيت به كييف من دعم لوجستي وعسكري واستخباراتي وسياسي، لكن آن الأوان ليقرّ الغرب بأن هزيمة موسكو مستحيلة، والغرب يعرف جيداً أن هدفاً مثل هذا سيقود إلى مواجهة كونية نووية، ما يتعين إعادة النظر في النهج الراهن، والعمل على بلوغ تسوية تضمن مصالح طرفي المواجهة: روسيا والغرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف