جريدة الجرائد

التحولات الشخصية ومعيار الحميد والسيئ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وجود السوية النفسية من عدمها هي المعيار الذي كان وراء النتائج الحميدة أو السيئة، التي ستتضح تالياً. ربما توجد هنالك أمور أخرى في تضاريس النفس البشرية، بيد أنها لا تزال غامضة في نظر العلم، وتبقى الحقيقة أن الإنسان لم يؤت من العلم إلا قليلاً.

وكغيره من البشر يمتلك عدداً من الشخصيات داخله، لا تلبث أن تتناوب عليه شاء ذلك أم أبى؛ فالعملية برمتها لا إرادية، ويصعب التحكم بها. إن بروز شخصية واحتجاب أخرى مرتبط بمواقف وظروف، حينما يتعرض لها الإنسان، تحدث داخله هذه التحولات، التي قد لا يحس بها، إلا بعد أن تتلبسه الشخصية الجديدة. لا مراء بأن الإنسان مجموعة من المحمولات الثقافية، فإضافة إلى المشاعر والعواطف هو أفكار ومعلومات وقناعات وتأملات ومبادئ وسلوكيات، يتوزعها القلب والعقل، فلكل ذاكرته.

من الأشخاص الذين امتلكوا مثل هذه التحولات النفسية، وتحدث عنها بإسهاب في مقابلة متلفزة مايك تايسون 1966، أو مالك تايسون، وهو أحد أبرز أبطال الملاكمة، حيث توج بطلاً للعالم في الوزن الثقيل، وهو في الـ20 من العمر.

لقد فاجأ تايسون المذيع في منتصف المقابلة، قائلاً: &"أنا دائماً ما أبكي قبل المواجهة&"، أي قبل الصعود إلى حلبة الملاكمة، فخفض المذيع من صوته حال سماعه لهذه الجملة، ليسأله بتأثر: &"وما الذي يبكيك؟&"، فرد عليه: &"لأني لا أحب الشخص الذي أكونه قبل الملاكمة&". المذيع: لماذا، وكيف؟ فرد عليه: إن التحول إلى مقاتل يؤلمني، ليتساءل المحاور هنا: وهل صفاته سيئة لهذا الحد؟ رد عليه: بل أكثر، فلقد جلب لي الحسد، والغيرة، وشعور بالذنب لا أتحمله. هنا تأتي المعيارية، التي ألمحنا إليها في المستهل، فهي الجديد الذي اكتسبه مالك تايسون من سلفه بطل العالم محمد علي كلاي، فأصبحت تتحكم بسلوكه العام، لذا، كنت تراه يسارع إلى خصمه عندما يسقطه في الحلبة ليطمئن أنه لم يتأذ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف