جريدة الجرائد

مراكز الفكر.. بين الأولوية والفاعلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الصعود الكبير والاهتمام الواضح بمراكز الأبحاث والدراسات في الدول الغربية والشرقية المتقدمة، ثقافة متجذرة وإرادة ذكية، بل أصبحت تُمثل ملامح القوة والتطور والتفوق التي تؤهل تلك الدول الذكية التي وظفت نتائج بحوثها المعرفية والعلمية والاستراتيجية لصنع حاضرها واستشراف مستقبلها، واعتبرت تلك المراكز المهمة مؤشراً دقيقاً باتجاه التنمية والنهضة والسيطرة، بل وأداة فاعلة في رسم الأهداف والسياسات والتحولات.

لقد استطاعت مراكز الأبحاث والدراسات في أغلب دول العالم أن تكون جزءاً لا يتجزأ من بنيتها المعرفية والسياسية، ومن منظومتها التنموية والنهضوية، فهي قد آمنت بقدرة هذه المراكز الحيوية في صنع القرارات وتوجيه السياسات وإيجاد الحلول وطرح البدائل. إن الدور الكبير والمؤثر الذي تلعبه مراكز الأبحاث والدراسات الغربية أو ما يُطلق عليها هناك بمراكز التفكير (Think Tanks) يُمثل الرؤية العامة التي تحملها بعض الدول والنظم والدوائر الغربية والشرقية لواقع ومستقبل العالم بكل ما يكتنزه من ثروات وطاقات ومعتقدات وتطلعات وطموحات وتحولات، إذ تُشكل هذه المراكز المهمة حجر الأساس في رغبة وكفاءة وقدرة تلك الدول والنظم والدوائر على إدارة وتوجيه الكثير من ملامح ومفاصل العالم.

ولكن ماذا عن نسبة تواجد وتمظهر المراكز البحثية ومراكز التفكير على مستوى العالم؟. تُشير الدراسات والإحصائيات إلى أن عدد مراكز الأبحاث والدراسة والتفكير المميزة تتجاوز سبعة آلاف مركز موزعة كالتالي: أميركا الشمالية حققت النسبة الأعلى وهي 29 ٪، ثم أوروبا وشمال آسيا ونسبتها 26،6 ٪، ثم جنوب شرق آسيا ونسبتها 17،5 ٪، وقد غابت الدول الإفريقية والدول العربية عن هذه القائمة لأنها لا تُمثل مجتمعة أكثر من 1 ٪!.

وجود مثل هذه المراكز والمؤسسات البحثية والمعلوماتية، يُسهم وبشكل كبير في حل الكثير من المشكلات والأزمات التي قد تُعاني منها الدول والمجتمعات، خاصة وهي تُمثّل بيوت العلم والخبرة والبحث، وليست مجرد تنظيرات أو انطباعات.

وكم هو رائع هذا الاهتمام الكبير من قبل الدولة ممثلة بالكثير من الوزارات والهيئات، بوجود مراكز بحثية ومعلوماتية تتناول الملفات والقضايا التي تحتاج للبحث والدراسة، للوصول لأفضل الحلول والنتائج للكثير من المشكلات والتحديات. لقد بات الحصول على أرقام وإحصائيات، بل وبحوث ودراسات للكثير من الملفات والقطاعات أمراً في غاية السهولة والسلاسة، ما يُسهم في حل وتطوير الكثير من تلك القضايا والمشاكل التي قد توجد هنا أو هناك.

مراكز الأبحاث والتفكير ضرورة ملحة وقيمة حقيقية، لأنها أحد أهم مداميك ومرتكزات التطور والازدهار، بل والقوى الناعمة الكبيرة لكل الأمم والمجتمعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف