استشراف الإنتاج الآتي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أليس الشهر الفضيل على الأبواب، كأنه غداً؟ ألا تسأل عن النائبة العظيمة؟ شركات الإنتاج تقضي أحد عشر شهراً من السنة، وهي تخطط لإنتاج أشياء لا علاقة لها برمضان، بالإسلام، بالقيم السامية، ويرى المنتجون أنفسهم مصلحين اجتماعيين يرومون إخراج الناس من ظلمات التخلف الفكري إلى حرية التعبير وأنوارها.
ما الذي تخبّئه لنا أقدار الشاشات؟ نحن لا ندري ما الذي يدفع المنتجين إلى استصغار أنفسهم أمام الإمكانات اللانهائية للإبداع. الشعوب في آفاق الفن تتجاوز الجغرافيا واللغة والخلفيات الثقافية، بدليل نجاح مسلسلات مكسيكية وتركية وغيرها في البلاد العربية، في حين أن إنتاج بني جلدتنا أهل لغتنا وديننا وتاريخنا، لا يحرّك شعرة في مفرق، كأنما أهله يعيشون في مجرّات أخرى.
الكوميديا الإنتاجية هي أن العملية تمرّ بمراحل متعددة، فلا كاتب القصة والسيناريو يترفّع فيخطّ ما يُفترض فيه أن يفخر به أربعمئة مليون عربي، ولا المخرج يخشى انحدار الأفكار إلى الدرك الأسفل إذا هو هوى، ولا الممثلون يخشون أن تسقط تسعة أعشار من سمعتهم إذا هم تلوّثوا بهذه الأعمال، ولا جماهير المشاهدين تكترث للذوق العام أن ينهار إذا البضاعة المتردية راجت.
الاختبار مجّاني. كم بقي على إطلالة الهلال؟ أيام معدودات. الامتحان هو علاقة المسلسلات بواقع الأمتين العربية والإسلامية. يضع المشاهد قائمة لأهم قضايا العرب والمسلمين: السياسة الدولية، السياسة العربية، التراث، التنمية، الاقتصاد، القضايا الاجتماعية، التربية والأسرة، العلوم والبحث العلمي، الاستشراف وقضاياه... هل علينا أن نقتنع بأن خلو إنتاج الشركات من كل قضايا هذه الميادين إنما هو إبداع في غير ما لا يهم الشعوب؟
الامتحان سهل ومجاني، فرمضان الكريم على الأبواب وليس ثمة ما يشغل مئات الملايين العرب ومليارات البشر في كل القارات، أكثر من أن غزّة غيّرت مجرى التاريخ، أحبّ من أحبّ وأكره من كره، النظام العالمي يتغير بلا ريب، والانهيارات العربية ليست قدراً، فهل يُعقل أن تظل شركات الإنتاج الفني مغيّبةً في غيبوبتها؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الإبداعية: شركات الإنتاج غفلت عن أروع موضوع: الأعمال الفنية التي لا علاقة لها بمجتمعاتها وشعوبها وأمّتها.