جريدة الجرائد

لماذا يكرهوننا؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&"لا يمكن للظلام إنهاء الظلام، فالنور فقط يمكنه ذلك.. ولا يمكن للكراهية إنهاء الكراهية، فالمحبة فقط يمكنها ذلك&". (مارتن لوثر كينغ)

كان الظلام قد غشي قلوب فئة ضالة من المتشددين. وكان صباحاً مظلماً صباح الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، صدمة هزت العالم وكانت شاشات التلفزة تنقل بشكل مباشر ارتطام الطائرة الأولى، وقبل أن يصحو العالم من صدمته، كانت الطائرة الثانية تضرب أكبر أبراج مدينة نيويورك وأهمها مالياً.. وبين الصدمة والصحوة التي أكدت أن المهاجمين عرباً ومسلمين.. برز السؤال الأكثر شهرة (لماذا يكرهوننا؟).

كان الإعلام العالمي، وخاصة الأمريكي، يسأل وبراءة الأطفال في عينيه (لماذا يكرهوننا؟) وفي هذا السؤال كثرت المقالات والبحوث والكتب ومن أشهرها كتاب (لماذا يكرهوننا؟) (Why do they hate us) للكاتب ستيف سلوكم (Steve Slocum).. وانهمرت على أمريكا في ذلك الوقت المشاعر المتعاطفة وحسن النية من كل العالم، وخاصة من العالم العربي والإسلامي، لكن (تشارلي كليمنتس) (Carlie Clements) المدير التنفيذي لمركز (كار لسياسة حقوق الإنسان)، قال: &"كانت هناك لحظة كان فيها العالم معنا وأهدرناها&".

وقال (دنكان كينيدي) أستاذ كلية الحقوق في جامعة (هارفرد): &"إن الهجمات لم تكن مدمرة فقط بسبب الخسائر، بل بسبب صعوبة فهمها من قبل الشارع الأمريكي، ولذلك كان السؤال الأهم (لماذا يكرهوننا؟)، إضافة إلى أن البرامج وحلقات الحوار التي طغت على وسائل الإعلام تحلل وتحاور وتحاول أن تفهم لماذا يكرهوننا؟ ووصلوا إلى إعلان يحمل في طياته الكثير من النوايا الطيبة، وهو &"تحسين صورة أمريكا في الشرق الأوسط&"، وتحت هذا العنوان الجميل قامت (لورا بوش) برحلتها الشهيرة إلى الشرق الأوسط في مايو/ أيار عام 2005، رحلة حملت في ظاهرها الكثير من المحبة، وفي وباطنها الكثير من الأسرار. حتى طالعتنا هيلاري كلينتون عام 2008 في كتابها الشهير &"خيارات صعبة&" بحقيقة أن &"داعش&" الصورة الأخرى التي نشرتها الولايات المتحدة كانت لتشويه صورة العرب والمسلمين، واعترفت بأنها صناعة أمريكية.. ربما حاولت بها أمريكا تشويه الدين الإسلامي عالمياً وعربياً.. لكنها محاولة فاشلة، فالشعوب العربية عريقة متمسكة بالعقيدة الدينية عن يقين متوارث لقرون طويلة. لا يمكن لدولة حديثة قامت على أساس عنصري أن تغيرها.. لم يبق سوى السؤال الكبير تستدرج فيه المزيد من التعاطف عالمياً وعربياً.

سؤال ما زال يتردد صداه الإعلامي في مقالات وعقول متخمة بالحقد تستغل حادثة قامت بها مجموعة مرفوضة من المجتمع والحكومات العربية، لتعممها على كل العرب، ولتبرر لنفسها التدخل في شؤونهم، وتغيّر أنظمتهم، وتغيّر الفصول كما يراه مرصد مصالحهم الجوية والبحرية والبرية.

اليوم نحن من يحق له أن يسأل (لماذا تكرهوننا؟). إن كان خطاب الكراهية الذي أثاركم عام 2001، قد جاء على لسان فئة متمردة مرفوضة من الحكومات الرسمية العربية والإسلامية. اليوم خطاب الكراهية يأتينا من أعلى السلطات.. لنسمع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن يدعو إلى المزيد من القتل والدمار وتشريد الأبرياء والأطفال. وينبري النائب عضو الكونغرس الأمريكي (آندي أوغلز) داعياً إلى إبادة جماعية في غزة، هكذا علناً وتنتشر تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي وسط ذهول الناس من بشاعة المشهد. ولا تخجل مرشحة الرئاسة الأمريكية المحتملة (نيكي هايلي) من الدعوة إلى التهجير القسري لأهل غزة وتوطينهم في بلدان أخرى، وانتشرت على وسائل التواصل عبارتها الشهيرة (انتهوا منهم) (Finish them).

هذا قليل من كثير من تصريحات مسؤولين خالية من أي إنسانية أو مسؤولية تصدر وبشكل علني غير مكترثة لرد الفعل العربي والعالمي الرافض لهذا الأسلوب الهمجي. سقط قناع البراءة والطيبة التي كانت الخارجية الأمريكية تسوق لها. أين صورتكم اليوم؟

اليوم خطاب الكراهية يأتي مظلماً ظالماً مدعماً بالسلاح وعلناً، وباليد التي لا تخجل من قيم ومبادئ حقوق الإنسان، ومن الدول المجتمعة في الأمم المتحدة لترتفع بتحدي رافعة (الفيتو) في وجه كل محاولة لتهدئة الوضع. هذا زمن سكتت فيه منظمات حقوق الإنسان الممولة أمريكياً، وكأن الكراهية العمياء غشت ضمير كل شعاراتها فباتت لا تسمع ولا ترى. ويحرق جندي أمريكي نفسه أمام سفارة إسرائيل احتجاجاً على الإبادة التي تمتلئ بها صفحات التواصل الاجتماعي. ولا يتحرك الضمير الأمريكي الرسمي.

كانت حادثة 11 سبتمبر لحظات، لكن اليوم نحن أمام أشهرٍ من المعاناة وسط التجويع والقتل والإجرام العلني. اليوم نحن نسأل أين ذهبت شعارات (لورا بوش) و(كارين هيوز) والنوايا الحسنة لتحسين صورة أمريكا؟ هل تعجبكم صورتكم اليوم؟ هل يحق لكم وأنتم تتدخلون في شؤوننا وتدعمون القتل والتدمير والتجويع، بل أكثر، وتشاركون في إبادة تقشعر لها الأبدان؟ هل يمكنكم أن تسألوا أنفسكم لماذا تكرهوننا؟ السؤال اليوم من حق ذلك الطفل الذي يرتجف برداً في خيمة خالية إلا من بعض رغيف، ومن عدو لم يفهم لماذا شرده ودمر مدرسته وقتل أهله؟ السؤال اليوم من حق الأموات الذين تنبش قبورهم وتسرق أعضاؤهم في سابقة إجرامية لم يسجل التاريخ مثلها؟ السؤال اليوم موجه لكم.. لماذا تكرهوننا؟

* كاتبة وباحثة في الدراسات الإعلامية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيف لايكرهون أمثالك
كاميران محمود -

الشعوب العربية عريقة متمسكة بالعقيدة الدينية عن يقين متوارث لقرون طويلة.|حادثة قامت بها مجموعة مرفوضة من المجتمع والحكومات العربية|أنتم تتدخلون في شؤوننا وتدعمون القتل والتدمير والتجويع|اخترت لك المقاطع السابقة البائسة من مقالك ولك باختصار تركيبة من بعض كلماتها وهي (العقيدة الدينية والمجموعة المرفوضة والتدخل في الشؤون) لاسألك بأن كان تدخلاغربيا قد مكن مجموعة مرفوضة من فرض عقيدتها الدينية وتحكم بالفصل بين نصر حامد ابو زيد وزوجته وبأداء قاتل فرج فودة لواجبه الديني ام انهما صدرا من بؤرة العفن الوسطية. وبالمناسبة محتوى مقالك يردده انصاف المتعلمين لاالباحثين.

عقيدة قتلة الرسامين
كاميران محمود -

الشعوب العربية عريقة متمسكة بالعقيدة الدينية عن يقين متوارث لقرون طويلة.|حادثة قامت بها مجموعة مرفوضة من المجتمع والحكومات العربية|أنتم تتدخلون في شؤوننا وتدعمون القتل والتدمير والتجويع|اخترت لك المقاطع السابقة البائسة من مقالك ولك باختصار تركيبة من بعض كلماتها وهي العقيدة الدينيةوالمجموعة المرفوضة والتدخل في الشؤون لاسألك بأن كان تدخلاغربيا قد مكن مجموعة مرفوضة من فرض عقيدتها الدينية وتحكم بالفصل بين نصر حامد ابو زيد وزوجته وبأداء قاتل فرج فودة لواجبه الديني ام انهما صدرا من بؤرة العفن الوسطية التي لم نسمع ادانتها لقتلة رسامي شارلي ايبدو.وبالمناسبة محتوى مقالك يردده انصاف المتعلمين لاالباحثين ولاحظي انك تختزلين الشعوب العربية في نفسك.