جريدة الجرائد

«حدوتة منسية» يتأرجح بين النجاح والفشل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بحر الشاشة كبير، وعميق، قادر على استيعاب أفواج وأجيال من الممثلين، لا يلفظ سوى المتطفلين على المهنة، ولا يحتضن سوى المتميزين والموهوبين، يسمح لكل رواده بالسباحة والتجديف حتى يصل الماهرون فقط، إلى شاطئ النجومية والتألق.. شاهدنا عدة أعمال فنية، في الفترة الأخيرة، تنجح بلا ممثلين &"صف أول&"، فترفع أبطالها إلى مستوى النجوم، وتحمل لهم الفرصة الذهبية ليتحملوا مسؤولية أعمال أكبر، وينتظرهم الجمهور على شوق، مثل طه دسوقي، وعصام عمر، وأمير عيد، ونور النبوي، وأحمد غزي، وغيرهم.. لكن هناك أعمال لم ينجح منها أحد، أو أن نجاح الممثلين فيها بقي محصوراً ببطل، أو بطلة.

مسلسل &"حدوتة منسية&" إﺧﺮاج محمد محيي الدين، وتأليف أحمد الإكيابي (ورشة الكتابة)، ومحمود حمدان (سيناريو وحوار)، خير مثال على نجاح النجم لا المسلسل، حيث تألقت بتميز شديد وكعادتها، سوسن بدر، بينما بالغ باقي فريق التمثيل في الأداء لدرجة مستفزة، وغير مبررة، خصوصاً أحمد فهيم (خيرت) وعبير صبري (دهب)، ونانسي صلاح (ريناد)، وريم سامي (تُقى)، وهلا السعيد (هند)، ونستثني الفنان أحمد صيام الذي حافظ على هدوئه، وثباته في أداء دور ثانوي مرّ سريعاً لبضع حلقات، ليس أكثر؛ فهل هو خطأ المخرج الذي لم يُجِد توظيف قدرات الممثلين، فترك لكل منهم تأدية دوره بما تجود به موهبته؟ محمود حجازي الذي يجسد شخصية نوح، والمفترض أن تكون الأكثر تميزاً في المسلسل، بدا ضعيفاً، كأنه لا يملك موهبة، بينما سبق أن رأيناه متألقاً في &"أبو العروسة&" بأجزائه الثلاثة؛ فضلاً عن أخطاء واضحة، في الكتابة والإخراج، جعلت من شخصية خيرت تبدو كأنها شخصية خارقة. فكيف تمكن من دخول بيوت كل أبناء سعاد (سوسن بدر)، ليسرق منها ما يشاء، ويتسلل إلى العيادة لتركيب كاميرات فيها، وكذلك محل ال&"بيوتي سنتر&"، إضافة إلى معرفته بكل تحركات هذه الأسرة، وأسرارها، كأنه يملك جهاز مخابرات ومراقبة، بينما هو سارق أنهى فترة عقوبته ويسعى خلف سعاد طمعاً بعقد يعتقد أنها سرقته؟

سوسن بدر تملك الكثير من الكاريزما، صقلت موهبتها بالعمل، وتطوير أدواتها، فصارت النجمة المحبوبة والملتزمة، والتي تبدع في أي دور تجسده، قريبة من قلوب المشاهدين، تقنعك بما تقول وتفعل، تصدقها فتتفاعل معها، لذلك حلّقت عالياً دون باقي الممثلين، وجاء مستوى أدائها أعلى من مستوى المسلسل، علماً بأن القصة جيدة، وكان من الممكن أن تحقق نجاحاً لو أنها اكتملت من حيث الحبكة، ومنطق تسلسل الأحداث، وتفاصيل الشخصيات، ولو أن المخرج استطاع تحريض كل ممثل ليجتهد ويتحدى نفسه، ويقدم أفضل ما لديه، وهو ما لم يحصل، ما أحدث فجوة وخللاً وجعل المسلسل، يتأرجح بين النجاح والفشل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف