جمعية حرفة.. قصة نجاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتحول الأفكار الجميلة والمبادرات إلى أعمال ناجحة ومنجزات حقيقية حين تتوفر البيئة الايجابية التي تحفز الإنسان على العطاء والمشاركة المجتمعية، وحين يتوفر الاخلاص والعمل الجماعي والأهداف الواضحة والايمان برسالة العمل.
بيئة المملكة العربية السعودية التي أطلقت تنمية فريدة شملت كافة المجالات، أتاحت المجال للمبادرات والمشاركات وشجعت على التميز والإبداع.
في اطار هذه البيئة قصص نجاح كثيرة في مجالات مختلفة أحدها جمعية (حرفة). كانت الفكرة أو كان السؤال، من سيحافظ على الحرف ويوثقها ويساهم في نقلها إلى الأجيال القادمة؟
كانت الاجابة لدى أصحاب فكرة (حرفة) وكانت انطلاقة هذه الجمعية عام 2008 في مدينة بريدة كجمعية تعاونية ليس فقط للحفاظ على الموروثات الحرفية وإنما يضاف إلى ذلك توثيقها واستمراريتها. هل اكتفت الجمعية بذلك؟ لا فهي تضيف إلى ما سبق تشغيل الحرفيين والحرفيات والاشراف عليهم وتنظيم عملهم وتقديم المشورة والإرشاد والخدمات الفنية للحرفيين والمصممين وتنفيذ المشاريع الانتاجية والحرفية والفنية. هل هذا يكفي؟ لا.. الجمعية تعمل أيضا على ايجاد قنوات تمويل لضمان الاستدامة وتوريث المهارات. وفي هذا المسار تقدم الجمعية للحرفيين خدمات تتمثل في الدعم المادي والقروض والدراسات الاقتصادية الاجتماعية، والتطوير من خلال التدريب بدورات مجانية، ومشاركة الحرفيين بالمهرجانات لبيع منتجاتهم دون أخذ رسوم منهم.
وهكذا حولت (حرفة) رسالتها إلى واقع وهي رسالة مؤداها كما جاء في أدبياتها الحفاظ على الموروث التراثي للحرف في المملكة وتطويره بأسلوب معاصر وجودة عالية مع المحافظة على أصالته وهويته المتميزة وبأيدي حرفيين وحرفيات يتم تمكينهم وتدريبهم على أعلى معايير الجودة. وفي مسار التدريب يوجد معهد الحرف والصناعات اليدوية التابع للجمعية بفرعيه في الرياض والقصيم. و(حرفة) هي أول جمعية معترف بها من اليونسكو لحفظ حرفة السدو والتطريز في المملكة.
ماذا عن المستقبل؟ الجمعية لديها استراتيجية من خلال:
وجود قاعدة بيانات شاملة للحرفيين والحرفيات على مستوى المملكة.
التحالف المباشر مع الحرفيين والقدرة عل الوصول إليهم في جميع مناطق المملكة.
شراكات مع مختلف الجهات داخل المملكة وخارجها.
التحالفات والشراكات الاستراتيجية مع الجامعات لتطوير التدريب ومخرجات الانتاج.
التسويق للمنتجات محليا وعالميا.
يمكن القول إن نجاح هذه الجمعية يرجع إلى الايمان برسالتها، وإدارتها بعمل مؤسسي تحكمه اللوائح والأنظمة والحوكمة، والتركيز على العمل الذي يتحدث عن نفسه.