زيارة لودريان بيروت مؤجّلة والتّباين الأميركي - الفرنسي على النّهج لا على الغاية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم التباين في النهجين الأميركي والفرنسي إزاء لبنان وأزماته، أكدت مصادر دبلوماسية غربية وفرنسية أن الدولتين تسعيان إلى حل مشكلة الفراغ الرئاسي في هذا البلد. وقالت إن فرنسا مصرة على أن يكمل المبعوث الرئاسي جان- إيف لودريان مبادرته، ولو أن قراراً اتخذ بتأجيل زيارته في الوقت الراهن من أجل فسح المجال للمبادرات المحلية علها تنتج شيئاً، لأن عودته للقاء الأشخاص أنفسهم والاستماع إلى المواقف نفسها غير مفيد.
وتشير المصادر إلى تحركات "الخماسية" وأيضاً كتلة نواب "الاعتدال" على الصعيد اللبناني الداخلي، معتبرة أن من الأفضل أن تنضج كل هذه التحركات كي يعود لودريان.
تجدر الإشارة إلى أن لودريان كان قد عقد لقاءً مع رئيس الحكومة القطرية في قصر الإليزيه في باريس حول مهمته في لبنان على هامش زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لفرنسا والتي تناول فيها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موضوع الرئاسة في لبنان وأيضاً منع توسع حرب غزة إليه.
ورغم أن الحركة الدبلوماسية الأميركية إزاء لبنان تعطي الانطباع بأنها تتحرك وحدها، ترى باريس أن المهم هو أنها تريد دفع المسعى إلى ملء الفراغ الرئاسي والتقدم نحو الحل، وهذا مفيد جداً رغم مظهر التنافس بين الدبلوماسيتين، خصوصاً أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، عندما زار لبنان ثم إسرائيل، كان قد اتصل قبل ذلك بالمسؤولين الفرنسيين، مع أنه في النهاية يقود مسعاه من دون وضع الآخرين في صورة نتيجة مهمته.
ولا ترى المصادر الدبلوماسية الفرنسية في النهج الأميركي إساءة، فباريس ترحب بكل جهد يؤدي إلى حل مشكلة الرئاسة في لبنان. وفي هذا السياق ترى المصادر أن احتمال التقدم نحو اسم ثالث للرئاسة وارد إذا أنشئت ديناميكية معينة لذلك.
إلى ذلك، تلاحظ المصادر الدبلوماسية الفرنسية أن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري نشيط جداً في مساعي حل مشكلة الرئاسة في لبنان. والجميع، بحسب باريس، في الخماسية، يعتبر أنه ينبغي التقدم الآن في الملف الرئاسي، والدبلوماسية الأميركية تعتبر أنه إذا تم وقف إطلاق النار في غزة فهناك مجال لإيجاد اتفاق.
أما بالنسبة إلى الخطة الفرنسية لمنع توسع الحرب إلى لبنان، فهي أيضاً تعتمد على القرار اللبناني، لأن التفكير الإسرائيلي بالنسبة إلى لبنان ما زال يرتكز الى خيارين: إما توسيع الحرب وإما التفاوض إذا تمكّن سكان الشمال الإسرائيلي من العودة إلى منازلهم، أي إذا توقف القصف من جانب "حزب الله". وترى المصادر أن الانطباع السائد هو أن الأمور لا تتحرك في لبنان وهي مرتبطة باستمرار القتال في غزة، فما لم يحصل وقف لإطلاق النار فلن يتحرك الوضع في لبنان.