جريدة الجرائد

فوائد الأزمات الإعلامية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك نظرية إعلامية ذكية خاصة بإدارة الأزمات الإعلامية، تلخيصها (الذكاء من الاستفادة من الأزمات) وهي تطبيق واقعي للمثل الشهير (مصائب قومٌ عند قومٌ فوائد)، ومع التطور في الوسائل الإعلامية التقليدية (التلفزيون، الراديو، الصحافة) أو الحديثة التي ضمت جميع وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست وغيرها التي تظهر باستمرار.

الأزمات الإعلامية تتعرض لها الجهات الحكومية والخاصة والأفراد أيضا، ومع التطور بالأنظمة وتنظيم الإعلام، نجد أن القضاء هو الملجأ السريع للكثير من الجهات، التي تعتبر أن أي انتقاد أو نقد هو مساس لكرامتها بالمعني الحقيقي، فتجد الإدارات القانونية تنشغل ببعض الجهات بمطاردة وسيلة إعلامية، وحاليا مع وسائل التواصل الاجتماعي مطاردة الأفراد، وتسخير كافة الإمكانيات لإرضاء مسؤولي الجهة بمعاقبة أو تأديب من تجرأ على انتقادهم، وهذه الحالات في زمن الصحافة الحقيقية والنقد الحقيقي موجودة ولكن بصورة أقل وأكثر احترافية، كان الأمر إتاحة الفرصة للرد على أي انتقاد إذا كان مقنعا بنفس المساحة وأحيانا بالصفحة نفسها، فكانت هناك أخلاقيات واحترافية بالرد، وخبرات إعلامية تدير المشهد من الطرفين.

تغير الحال وأصبح النقد شبه مرفوض أو غير مقبول بكل ما تعنيه الكلمات، وطبعا هنا أتحدث عن النقد وليست الإساءات الشخصية أو الاتهامات غير البناءة، ومن خبرة وتجربة إعلامية، أقول إن إدارة الأزمات (فن) وليس مجرد قضايا تُرفع بالمحاكم، تتولاها إدارات قانونية جامدة في تعاملها، وليس لدى الكثيرين أي خبرة إعلامية، مجرد قضية تتحول لهم من المسؤول الأول وعليهم إرضاءه بكسبها، والانعكاسات الأخرى لا تعنيهم وأحيانا تتورط بها الإدارة الإعلامية لديهم، والمضحك إذا غادر المسؤول الأول وجاء مسؤول آخر، ولم يتعامل مع الأمر بصورة احترافية.

أكثر من عامين من المرافعات والقضايا بين جهة كنت أعمل بها ووسيلة إعلامية مهمة، الوسيلة الإعلامية لم تتوقف عن النقد وتصيد الأخطاء الإعلامية على مدار العامين، وتخيلوا الضرر الكبير، رحلت الإدارة التي اتخذت المسار القانوني الخاطئ مع موضوع إعلامي، وتعاملنا معهم بصورة أكثر شفافية واحترام، وتحول الأمر لشراكة إعلامية مميزة بعد أن كانت خلافات لن يخسر بها إلا من يعادي الإعلام حتى لو كسب، فالأزمة هنا تحولت إلى إيجابية.

تناولت هذا الموضوع وأنا أتابع أزمة لإحدى شركات العطور ومهما قيل عن تلك الأزمة ومدى مصداقيتها، إلا أن الذي لفت انتباهي شركة منافسة استغلت الأمر وأعلنت أنها تقبل الانتقاد والطريف أنهم ذكروا أنه لا توجد لديهم ميزانية لرفع القضايا، بأسلوب احترافي لطمأنة المنتقدين الذين لن يعجبهم عطرهم.

لا تعادي أي وسيلة إعلامية، واعتمد في إدارة الأزمات الإعلامية على الإعلاميين الحقيقين ولا تعتمد على القانونيين إلا بأضيق الحالات، وحاول أن تحول الأزمة إلى صفقة إيجابية، ولا تدفع الملايين لشركات تعمل لك ملفات لإدارة الأزمات، وتضعها بالأدراج ولا تستفيد منها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف