رودولف سعادة يتوسّع في الإعلام الفرنسي... هل يغيّر سياسة BFM المنحازة الى إسرائيل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لن يتدخل رجل الأعمال اللبناني الفرنسي رودولف سعادة في سياسة شبكة التلفزيون الإخبارية الفرنسية BFM بعدما اشتراها والإذاعة التابعة لها، ولن يعدل في فريق العمل الذي يدير المحطة الإخبارية التي تبث على مدى 24 ساعة، هذا ما وعد به رئيس شركة CMA CGm العملاقة للنقل البحري الموظفين والإداريين في الشبكة التي جعلت منه ملكاً للإعلام الفرنسي بعدما ضخ ملياراً ونصف مليار يورو لشرائها.
قبل ذلك اشترى سعادة صحف Le Provence وCorse Matin وLa TribuneLKK، كما أنه يملك 10 في المئة من شبكة تلفزيون M6 . وكتبت صحيفة "لوموند" أن "شراء سعادة BFM يدخله من الباب العريض إلى عالم الإعلام".
وعندما سألت نقابات الشبكة التلفزيونية سعادة عن رد فعله إذا تناولت الشبكة شركته للناقلات إذا وردت فضيحة حولها، رد بصراحة: "لن أكون راضياً، وسأقول ذلك باعتبار أنني مساهم وأن ذلك يكون تهجماً من هيئة التحرير". لكن سعادة حرص على التأكيد للعاملين في التلفزيون والراديو أن ملكيته ستتسم بالاستمرارية للعاملين والمديرين.
واشترى سعادة BFM من رجل الأعمال المغربي الإسرائيلي باتريك دراهي صاحب شركة "التيس" التي كانت تملك BFM وتعاني مديونية كبيرة. وأعلن سعادة في بيان أن شراء هذه الشبكة والإذاعة يمكنه من تطوير صناعة الإعلام على المدى الطويل.
وسعادة مقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقد استضافه في زياراته للبنان والسعودية، كما زاره خلال زيارته الرئاسية لمرسيليا حيث مركز شركة سعادة العملاقة.
وسعادة (54 سنة) ورث شركة أسسها والده جاك سعادة هي CMA CGM وتولى فيها رودولف الابن الماهر تدريجياً مناصب مختلفة خلال إدارة والده، وتمكن من تطويرها حتى أصبحت شركة عملاقة تضم 155000 موظف في العالم. وصنفته مجلة "فوربس" بأنه ثامن أكبر ثروة فرنسية مع 9.8 مليارات يورو. ويملك رودولف وشقيقته تانيا وشقيقه جاك جونيور 73 في المئة من أكبر ثالث شركات ناقلات البحر العملاقة في العالم.
هذه الثروة الباهظة أتاحت لرودولف وشقيقته تانيا الاهتمام ببلدهما الأم، فمؤسسة تانيا تمول تعليم طلاب لبنانيين سنوياً من لبنان في العالم، كما أن العائلة اشترت وأنقذت مباني تاريخية في البلد وشركة مكسرات "الرفاعي". واهتم رودولف بإعادة تأهيل مرفأ بيروت بعد تدميره.
دخول سعادة بهذه القوة إلى عالم الإعلام الفرنسي جعل كثراً يتساءلون عن طموحاته وإذا كان يريد خوض السياسة في فرنسا، لكن النفي القاطع من أوساطه وتأكيدها أنه لا يطمح إلى دخول عالم السياسة في فرنسا يظهران أنه يرى في صناعة الإعلام إمكاناً للنجاح في تطوير وسائل الإعلام لتكون مربحة.
وينقل عن بعض الذين عملوا مع سعادة أنه قاس ومتطلب مع الموظفين الذين يعملون تحت إدارته، ويقول بعضهم إنه لو لم يكن كذلك لما حقق مثل هذا النجاح في فرنسا. سلم سعادة إدارة الشبكة التلفزيونية إلى زوجته الفرنسية فيرونيك.
والسؤال الآن: هل تبقى BFM منحازة إلى إسرائيل مثلما هي حالياً في تغطيتها أخبار حرب غزة؟ وهل يتدخل سعادة من أجل تصحيح هذا الاتجاه ليكون أكثر إنصافاً وأقل انحيازاً؟ هذا قد يظهر بعد أن تتحول الملكية نهائياً إلى سعادة في غضون أشهر قليلة.