جريدة الجرائد

«نعمة الأفوكاتو».. نجاح بالتشويق لا بالمنطق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بارع المخرج محمد سامي في جذب الجمهور، يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، يراهن على البطل الآتي من رحم الحارة الشعبية، ابن البساطة والطيبة الذي يغدر به الآخرون، يُظلَم ولا يَظلم، تعاكسه الظروف وتتكاثر عليه المؤامرات لكنه يتصدى لها بكل جرأة تماماً مثل الأبطال الخارقين في قصص الخيال الأجنبية.. ولأنه ابن بيئته ويشبه أبناء أي حارة في مصر، يتعاطف معه الجمهور بشكل تلقائي ويتابعون المسلسل لمعرفة مصير البطل، خصوصاً أن محمد سامي يتقن التشويق في الدراما، لعبته التي يحترفها في كل مسلسلاته، والتي إذا لخصتها لوجدتها تنتمي إلى لون واحد، والغدر يُرد عليه بالثأر لأن البطل لا يُسقط حقه في الانتقام بنفسه ممن يؤذيه، يخطط بذكاء للإيقاع بأعدائه، فتجده خارقاً في التخطيط والتنفيذ، في مراقبة التحركات وفي الإيقاع بين خصومه وفي سحب الاعترافات الخطيرة منهم.

بطل محمد سامي سواء كان ذكراً أم أنثى، وغالباً ما يكون محمد رمضان أو مي عمر، هو بطل شعبي، ومسلسله يجد طريقه غالباً ليكون بين الأكثر مشاهدة في رمضان، وهذا الموسم لم يخيّب ظنه الجمهور الذي جعل من مسلسله &"نعمة الأفوكاتو&" ترنداً. محمد سامي شريك مهاب طارق في الكتابة، يقدمان دراما اجتماعية جاذبة، مشوقة لكنها خالية من المنطق، خيالية أكثر مما هي واقعية، والبطلة الخارقة المحامية نعمة أبو علب لا تخسر قضية، نصيرة المظلوم، ذكية جداً وساذجة جداً! تضحي بعشرة ملايين جنيه تقاضتها لقاء أتعابها في قضية رجل الأعمال ياسين الألفي، منحت منها ثمانية لزوجها ووزعت الباقي على والدها وصاحبة القهوة التي تجلس عليها وصديقيها أكرم وزوجته..

موفقة هذه المرة مي عمر بدور نعمة، كما يتألق الفنانون المشاركون كل في الدور المناسب له، أحمد زاهر، أروى جودة، كمال أبو رية، عماد زيادة، ياسر علي ماهر، ولاء الشريف، أحمد ماجد، محمد الدسوقي، طارق النهري، سامي مغاوري، لبنى ونس، سلوى عثمان.. حسناً فعل محمد سامي بالاكتفاء بتقديم العمل في 15 حلقة، لأن الأحداث لا تحتمل التطويل، فهناك مبالغات في افتعال ما ترد به نعمة على زوجها وزوجته الثانية سارة، كما أن خطة الانتقام منهما تطول بلا أسباب جوهرية.

نجاح &"نعمة الأفوكاتو&" مرهون بالبراعة في التشويق، وبانتماء البطلة للحي الشعبي، وبخفة دمها، والحمدلله أن محمد سامي ابتعد عن البلطجة، بينما المضمون يخلو من العبقرية في التأليف، كما يخلو من المنطق ويبتعد بأحداثه عما يمكن حصوله في الواقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
والأهم هو تمجيد الحارات الشعبية
متابع -

هذه المسلسلات تمجد كل مفاهيم الحارات الشعبية بطريقة ساذجة جدا. انه مسلسل سخيف جدا.