مكرمة رئيس الدولة للعاملين في المساجد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا تزال قيادتنا الحكيمة تضرب أروع الأمثلة في العناية بالإنسان، وإيلاء المواطنين والمقيمين في الدولة كل الرعاية والاهتمام، إيماناً منها بأن الإنسان محور التنمية، وأن إسعاده من أسمى الغايات، وهو نهج راسخ في دولة الإمارات منذ عهد مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي أرسى هذه القيمة، وسارت عليها القيادة الرشيدة، ولذلك تتجدد في كل وقت وحين المبادرات والمكرمات التي تطلقها القيادة الحكيمة للارتقاء بجودة حياة الناس، وتوفير أفضل سبل المعيشة لكل من يعيش على تراب هذا الوطن، من مختلف الفئات والشرائح.
ومن جملة من هم موضع عناية القيادة الحكيمة فئة أئمة المساجد والمؤذنين، لما لهم من أهمية كبيرة ودور مجتمعي فعال في خدمة بيوت الله تعالى، والنداء للصلاة وإمامة الناس فيها، وتهيئة أفضل الأجواء للمصلين، ليؤدوا صلاتهم بخشوع واطمئنان، بالإضافة إلى دورهم التوعوي والتربوي عبر الخطابة ودروس المساجد وغيرها، وتأتي هذه العناية اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أولى هذه الفئة اهتماماً كبيراً، وخصهم بالتوجيه والدعاء، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: &"الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين&"، وكفى دليلاً على مكانة الإمامة وعظم فضلها أنها من الأعمال التي تولاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، والنصوص التي تدل على فضل الأئمة والمؤذنين كثيرة.
ومن مظاهر عناية القيادة الحكيمة بالأئمة والمؤذنين المكرمة السامية التي جاد بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة &"حفظه الله&"، والتي تمثلت بتوجيه علاوة مالية شهرية لجميع العاملين في المساجد من الأئمة والمؤذنين على مستوى الدولة التابعين للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والتي تشمل نصف الراتب الأساسي، مما يعكس تقدير القيادة الحكيمة لهذه الفئة، والاحتفاء بهم، وتحفيزهم، وتكريمهم، ليؤدوا رسالتهم على أكمل وجه.
وقد كان لهذه المكرمة السامية أبلغ الأثر في نفوس الأئمة والمؤذنين، الذين عبروا عن سعادتهم الكبيرة وفرحتهم التي لا توصف بها، متداولين رسائل الشكر والتقدير والعرفان للقيادة الحكيمة على هذه المكرمة، وهو ما يزيدهم أيضاً تشجيعاً وتحفيزاً واجتهاداً لتقديم أفضل ما لديهم من طاقات ومواهب في خدمة بيوت الله تعالى وروادها، مما تنعكس آثاره وثماره على المجتمع بأسره، من خلال ما يلمسونه من جودة المساجد وتوفر أفضل الخدمات فيها.
إن هذه المكرمة السامية هي جانب واحد من جوانب عناية الدولة بالمساجد والعاملين فيها، والتي تشمل مختلف المجالات والأبواب، ابتداءً من بناء المساجد وتوسعتها وصيانتها ونظافتها، ومروراً باختيار أئمتها، وتأهيلهم، وتقديرهم، وتحفيزهم، وتعزيز قيم الوسطية والخطاب الديني المعتدل فيها، لتكون المساجد منارات إيمانية وحضارية ساطعة، يجد فيها المصلون أفضل الأجوء التي يؤدون فيها عباداتهم بكل خشوع وسعادة.
وتتزامن هذه المكرمة السامية مع شهر رمضان المبارك، الذي تُعمر فيه المساجد بالمصلين في الصلوات الخمس والتراويح والقيام، وهم يصلون ويتلون كتاب الله تعالى، ويجتهد فيه أئمة المساجد بترتيل القرآن الكريم في الصلوات بأندى الأصوات وأعذبها، فيجد المصلون في بيوت الله تعالى الراحة والسكينة، يزيحون فيها همومهم، ويُجدِّدون علاقتهم بربهم، ويتخلقون فيها بأعظم الأخلاق والقيم التي تهذب نفوسهم وسلوكهم، فيرجعون إلى بيوتهم بأفضل مما خرجوا منها، هانئين سعداء هم وأسرهم، وقلوبهم في ذلك كله معلقة بالمساجد، ينتظرون الصلاة بعد الصلاة بكل شوق، فإذا تجدد النداء للصلاة هبوا إليها، متذكرين قول الله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال. رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة}.
وفي ختام هذا المقال لا يسعنا إلا أن نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة &"حفظه الله&" على هذه المكرمة السامية، التي تعد حافزاً قوياً للأئمة والمؤذنين، داعين لسموه في هذا الشهر المبارك بموفور الصحة والعافية.