حسابات خاسرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الموقف السياسي العربي لم يتغير منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة، فالاجتماع الذي عقد في القاهرة بين اللجنة السداسية العربية ووزير الخارجية الأميركي أكد على ضرورة &"وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للصراع عبر تنفيذ حل الدولتين&"، هو الموقف ذاته، لم يتغير ولم يتبدل كونه الموقف العقلاني الواقعي الذي يجب أن يكون، ولكن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تسمع إلا ما يوافق أهدافها ومخططاتها التي لن تقف عند غزة أو رفح، بل ستتمادى إلى ما هو أبعد من ذلك، فكل المؤشرات تشير إلى الهجمات الإسرائيلية الوحشية التي خرقت كل الأعراف والقوانين الدولية دون رقيب أو حسيب مستمرة دون أن تحسب تلك الحكومة المتطرفة لأية عواقب آنية أو مستقبلية، ورغم تحذيرات وزير الخارجية الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي من أن &"عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل، فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين...
وتهدد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر&"، رغم ذلك التحذير فإن إسرائيل لم تستمع لتحذيرات أقرب حلفائها، وهي تحذيرات كان على رئيس الوزراء الإسرائيلي أخذها على محمل الجد كونها ليست في صالح الحكومة الإسرائيلية الحالية ولا الحكومات المقبلة، فالصراع الدائر حالياً لن ينتهي عند هذا الحد، بل ستكون له تداعيات كبيرة في المستقبل القريب وفي المستقبل البعيد، ستجد إسرائيل نفسها معزولة عزلة لا تقدر وقعها حالياً لكنها ستكون، فما تفعله في غزة وما ستفعله في رفح وقتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء وتجويعهم وتهجيرهم لن يمر مرور الكرام، فالمجتمع وإن كان يغض الطرف حالياً عما يحصل في غزة فإن ذلك لن يدوم إلى ما لا نهاية، بل ستكون له ردة فعل قوية لا تحسب لها إسرائيل حساباً في الوقت الراهن.