السّكان الأصليّون يحمون التّنوع البيولوجي في العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ينظر الناس إلى السكان الأصليين كمجموعات "أثرية"، أو كشعوب متخلفة لا تواكب العصر، وتسكن التاريخ، وهي حاقدة على التطور المجتمعي وعلى الشعوب التي استوطنت بلادها، لكن لا يعلم كثيرون أن أفرادها يحمون 80% من التنوع البيولوجي لكوكب الأرض، وبالتالي يحمون إلى أجل حياة البشر، هؤلاء الذين يمعنون فساداً في الأرض والطبيعة والتنوع البيولوجي.
أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي يعتمد على الطبيعة. وأكثر من مليار شخص يعتمدون على الغابات لكسب لقمة عيشهم. كما تمتص اليابسة والمحيطات أكثر من نصف انبعاثات الكربون. والتنوع البيولوجي القائم الذي نراه اليوم هو نتيجة 4.5 مليارات سنة من التطور، وهو يتأثر تأثراً سلبياً متزايداً بالبشر.
لكن التنوع البيولوجي يتأثر كثيراً بتغير المناخ الذي يلعب دوراً متزايد الأهمية في تدهوره. أدى تغير المناخ إلى تغيير النظم الإيكولوجية البحرية والبرية والمياه العذبة في جميع أنحاء العالم. وتسبب بفقدان الأنواع المحلية وزيادة الأمراض ودفع الموت الجماعي للنباتات والحيوانات، ما أدى إلى حدوث أول انقراض مدفوع بالمناخ.
ويواجه العالم تحدّيات متزايدة التعقيد، مثل تغيّر المناخ، والتدهور الإيكولوجي وفقدان التنوّع البيولوجي، فضلاً عن تهديد التنمية (الاقتصادية والاجتماعية) الأساس البيئي الذي يعتمد عليه. أدّتْ زيادة استخدام المواد والطاقة وما ينتج منها من توليد للنفايات والانبعاثات إلى العديد من الضغوط البيئية وندرة الموارد والتغيّر البيئي العالمي، تقابلها الحاجة إلى التنمية المستدامة للعمل ضمن فضاء آمن وعادل، وتُعدّ "خطة التنمية المستدامة لعام 2030" التي اشتملت على 17 هدفاً من أهداف التنمية المجتمعية والاقتصادية والبيئية الطموحة من أكثر الالتزامات السياسية طموحاً لتحقيق التنمية المستدامة، فأصبح شعار: الناس، والكوكب، والازدهار، يشمل النموّ الاقتصادي، والاستدامة البيئية، والاندماج الاجتماعي.
عالمياً، هناك ما يقرب من 370 مليون شخص من السكان الأصليين والأقليات العرقية يعيشون في أكثر من 90 بلداً في العالم، وفق ما تشير إليه تقارير البنك الدولي.
ووفق الأمم المتحدة، تساعد الشعوب الأصلية في حماية بيئتنا، ومكافحة تغير المناخ، وبناء القدرة على الصمود أمام الكوارث الطبيعية، إلا أن حقوقها ليست دائماً مكفولة بالحماية.
وفي الوقت الذي تمتلك هذه الشعوب وتشغل وتستخدم ربع مساحة الكرة الأرضية، إلا أنها تحمي 80% من التنوع البيولوجي الباقي في العالم.
أكثر من 20% من كربون الغابات المدارية يخزن في أراضي الشعوب الأصلية في منطقة حوض الأمازون، وأميركا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وإندونيسيا.
وقد وعت الشعوب والمنظمات، ولو متأخرة، أهمية هؤلاء، فأعلنت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 الذي انعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، تدابير جديدة لتعزيز المشاركة الفعالة للشعوب الأصلية، وإبراز أهمية الحلول المناخية التي تقودها هذه الشعوب. وأكد بيان صادر عن المؤتمر "ضرورة دعم وتحفيز التمويل المخصص لمبادرات حماية الطبيعة التي تقوم بها الشعوب الأصلية".