متفردون لكن متشابهون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احتفل العالم، أمس، 27 مارس/ آذار باليوم العالمي للمسرح الذي انطلق منذ العام 1961، بمبادرة من المعهد الدولي للمسرح. يشهد هذا اليوم عادة احتفالات وأنشطة تحتفي بالمسرح، وتقف على دوره المهم في خلق وتطوير الذائقة الفنية والوعي الثقافي، ومكانته، نصوصاً وعروضاً، في الثقافة الإنسانية، وكونه مصدر إلهام للتنوع الثقافي في العالم، فضلاً عن أهميته الفنية والثقافية بصفته جزءاً من التراث الحضاري غير المادي.
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أكدت في بيان أصدرته بهذه المناسبة على أهمية التربية الفنية والمسرحية الموجهة للتلاميذ، بهدف دعم جميع أنواع الفنون وبالأخص المسرح، داعية إلى تطوير مجال الفن المسرحي، وتوجيه الاهتمام نحو تأهيل الفنانين وحفظ الأعمال المسرحية، بالإضافة إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في العروض المسرحية.
وجرت العادة أن يُعهد، في كل عام، إلى أحد الوجوه المسرحية البارزة بكتابة كلمة اليوم العالمي للمسرح، لتترجم إلى مختلف اللغات، ويجري نشرها في وسائل الإعلام، كما تتلى في الاحتفالات والمهرجانات التي تقام بالمناسبة في مختلف بلدان العالم، وعهد إلى المسرحي العربي الراحل سعد الله ونوس كتابة هذه الكلمة في 27 مارس 1996، حيث ذاع، ولا يزال، صيت العبارة التي كتبها فيها القائلة: &"إنّنا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ&".
هذا العام عُهد إلى الكاتب المسرحي النرويجي، جون فوس، كتابة كلمة اليوم، وتولى الفنان المسرحي التونسي أنور الشعافي ترجمتها إلى العربية، حيث تقرر أن يلقي جون فوس الكلمة في مهرجان الاحتفال بيوم المسرح العالمي في مدينة لانغ فانغ في الصين، بالتعاون بين الهيئة الدولية للمسرح وهيئات مسرحية صينية.
اختار جون فوس لكلمته عنوان: &"الفن هو السلام&"، واستهلها بالقول: &"كل شخص هو متفرّد، وفي نفس الوقت يشبه أي شخص آخر&"، ليخلص إلى أن &"بني البشر بمقدار ما هم متشابهون، فإنهم متفردون. نحن نشبه بعضنا بعضاً إلى حدود مدهشة، ونحن متفردون إلى حدود مدهشة أيضاً. البشر في كل العالم من حيث هم كائنات لا يختلفون في شيء من وجهة النظر الفيسيولوجية. النوع البشري واحد&"، ليصل إلى نبذ فكرة الصراعات والحروب: &"الحرب هي صراع ضد ما يكمن في أعماقنا، ضد ما هو متفرّد وهي أيضاً صراع ضد الفن، ضد جوهر كل فن&"، واختار فوس أن يتحدث في كلمته هذه &"عن الفن بشكل عام، وليس عن الفن المسرحي على وجه الخصوص، لأن كل فن جيّد يدور في عمقه حول نفس الشيء ويتعلق الأمر بضمان أن يصبح ما هو متفرد تماماً، ومتميز تماماً ببعد كوني&".