وتستمر رحلة الحفاظ على الاقتصاد وحماية البيئة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد المملكة العربية السعودية نهضة تنموية شاملة في المجالات كافة وعلى مختلف الصعد، ولطالما يبهرنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - كعادته في كل شهر بالإعلان عن عدة مشروعات ورؤى وتطلعات.. وفي كل مرة يفرح الوطن والمواطن والعالم بأسره بجديدٍ مُلهم، من شخصية لا تعرف سوى المستقبل وسبر أغواره واستشرافه ومنجزاته، فكان كذلك منذ توليه مقاليد ولاية العهد وهو يبحر بالوطن عبر رؤيته المبينة بكل خطى ثابتة متسارعة ووفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - نحو المعالي والقمم.
في 27 مارس من عام 2021م، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن "مبادرة السعودية الخضراء"، و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" اللتين سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.
وفي قراءة للمشروع نجد أن مسؤوليات ولي العهد كبيرة في إعلانه واحتوائه وفكره الشمولي والتكاملي مع دول الخليج والعالم كله، فمنها كان إعلانه أن الدول الخليجية والمنطقة العربية ككل تواجه الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكّل تهديداً اقتصادياً للمنطقة، لذلك نجد رؤيته بالعمل على الدور الإقليمي بجوار المشروع المحلي، بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى بقية دول المنطقة، حيث سيتم رسم توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، والمساهمة بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.
وللمتابع فإن "مبادرة السعودية الخضراء"، تأتي انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة رئاستها مجموعة العشرين العام الماضي، التي نتج عنها إصدار إعلان خاص حول البيئة وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيها، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية.
وانطلاقًا من الرغبة في تكثيف الاهتمام بمسائل المناخ، جعلت السعودية يوم الـ27 من مارس" من كل عام يوماً لمبادرة السعودية الخضراء، لالتزام بإعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي، واستعادة المساحات الخضراء الطبيعية، فضلاً عن زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لمعطيات المبادرة التي تعد نهجا استباقيا في معالجة تأثيرات التغير المناخي.
إذ تزيد المبادرة "الغطاء النباتي" وتكافح التصحر عبر مبادرات تشجير مدروسة بعناية في البلاد كافة، فيما تلتزم بتوليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، فضلاً عن سعيها إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، تقود مبادرة السعودية الخضراء عدداً من البرامج والمشاريع الطَموحة لتقليل الانبعاثات، ففي إطار التشجير مثلاً زرعت "مبادرة السعودية الخضراء" أكثر من 8 ملايين شجرة، فضلاً عن أكثر من 60 ألف شجرة زٌرعت في إطار مشروع الرياض الخضراء، ناهيك عن 250 ألف شتلة زُرعت في مشاتل العلا.
وفي سياق الحفاظ على ثروة السعودية من المنظومات البيئية الطبيعية، التزمت السعودية في إطار مبادرة السعودية الخضراء، بحماية 30% من مناطقها البرية والبحرية بحلول عام 2030، وبالتعاون مع منظمات رائدة عالمياً حماية التنوع الحيوي مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، للحفاظ على الحياة البرية المتنوعة والطبيعة البكر للبلاد.
وفي نفس المنعطف، تسجل الحياة البرية أهمية كبرى، إذ تتمتع السعودية بتوافر 15 محمية طبيعية في البلاد، مخصصة 25 مليون دولار لحماية النمر العربي، فيما أعادت توطين، 471 رأس مها عربي، ووعل جبلي، وتبلغ مساحة المحميات البحرية الطبيعية المقرر إنشاؤها على سواحل البحر الأحمر، نحو 6693، وبعيداً عن المحميات، فإن المبادرة حسب ما نشر في موقعها الإلكتروني ستحول 94% من النفايات في الرياض بعيداً عن المرادم، فضلاً عن تحويل أكثر من 1.3 مليون طن من النفايات القابلة للتحلل إلى سماد، بجانب تقليل انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4.1 ملايين طن، وإنشاء نموذج موثوق لإدارة النفايات يمكن تطبيقه في جميع أنحاء البلاد بحلول 2035.
ولعلي أختم بحديث ولي العهد زهواً وفخراً: "أنا فخور بالإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهذه مجرد البداية. تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي. وبالنظر إلى الوضع الراهن، لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أمراً سهلاً.
ولكن تماشياً مع رؤيتنا التطويرية الشاملة، فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة. نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة. نؤمن بأن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية، ويطلق شرارة الابتكار، ويوفر الملايين من الوظائف. ويطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل أنظف وأكثر استدامة، ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك.