جريدة الجرائد

رواد الأعمال ومستقبل البشر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في شهر نوفمبر الماضي حضرت فعالية Web Summit التي تحتضنها مدينة لشبونة، ويشارك فيها عشرات الآلاف من رواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار، وأتيحت لي الفرصة للحديث مع العشرات من أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يبحثون عن مستثمرين أو جهات تمويلية، وحقيقة ذهلت وأنا أتجول من جمال العقل البشري الذي يحمل هذا الكم من الأفكار الخلاقة.

تذكرت تلك الفعالية وأنا أشاهد قبل أيام مقطعا للرائد الأمريكي إيلون ماسك يتحدث فيه عن الاختراق العلمي الكبير الذي قامت به شركة "نيورالينك" التابعة له، حيث تمكنت من زراعة شريحة إلكترونية في دماغ إنسان تتيح للشخص الأعمى الإبصار مجددا، وتمكن الأصم من السماع، وأشار فيه إلى أن الشريحة قادرة تقريبا، على إصلاح أي خلل يطرأ على الدماغ، بما في ذلك الشلل الرباعي. هذا المشروع الذي تعمل عليه شركة ماسك إذا ما كتب له النجاح يعد اختراقا علميا ضخما ويكشف الدور الكبير الذي يلعبه رواد الأعمال في تغيير مستقبل البشرية.

العمل الريادي في عالم الأعمال ينقسم إلى عدة فئات وتصنيفات؛ فهناك فئة تكتشف فرصا في نماذج العمل التقليدية وتقوم بتطويرها لتصبح نموذجا تجاريا ناجحا مثل التجارب التي نراها في قطاعات البيع بالتجزئة أو المأكولات والمشروبات والنقل والعقارات، وهذا النوع من العمل الريادي يساهم بشكل كبير في تحريك الاقتصاد العالمي، ويساعد في تحسين دخل الأفراد؛ فتطبيقات مثل "أوبر" و"بلا بلا كار" مثلا مكنت الأشخاص من استغلال سياراتهم الشخصية لزيادة دخلهم، وكذلك فعلت شركة AirBnb التي اتاحت للناس مصدرا للدخل عبر تأجير بيوتهم وغرفهم غير المستغلة وغيرها من النماذج التي وظفت الفرص المهدرة.

أما الفئة الأهم من رواد الأعمال فهي تلك التي تقدم للبشرية نماذج غير مسبوقة تساهم في تغيير مستقبلها وغالبا ما يكون ذلك عبر التكنولوجيا المتطورة، ما قام به ستيف جوبز وستيف ووزنياك وجيفري هينتون وإيلون ماسك مثلا يندرج تحت هذه الفئة، وهذا النوع من الرواد هم من يخترقون حواجز الممكن ويأخذون العالم نحو الخيال.

ريادة الأعمال وازدهارها تحتاج إلى توليفة من الشغف والإبداع والتمكين والبيئة الداعمة وإذا ما اكتملت أجزاء هذه المعادلة فإن الاختراقات التي يحدثها الرواد ليس لها حدود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف