جريدة الجرائد

تدوينات الطفولة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من لديه أطفال في سن السابعة فما فوق، فليشجعهم على كتابة يومياتهم والأحداث التي تمر بهم، ويُهديهم دفاتر جميلة لتشجيعهم على الكتابة، مع التركيز على توجيههم لأهمية كتابة التاريخ في بداية كل تدوينة، وتضمين الكتابة لكلمات شكر وحمد لله، عز وجل، وبذلك تضمن الإبداع القادم لابنك، ولصحته النفسية الحالية والمستقبلية، فالكتابة وخاصة في عصرنا هذا، عصر التقنية والأجهزة، تفيد الطفل أكثر من أي فرد آخر، وتنمي مهاراته الفكرية، وتعزز اتصاله مع ذاته اليانعة.

ليس شرطاً أن يكون بشكل يومي، ولا أن تجبر الطفل على الكتابة، بل اجعلها كخيار ذاتي مفضل له، ووفّر له كل الأدوات المساعدة، ووجّه بكتابة اليوميات الفارقة، ودعْه يلصق ما يمكن إرفاقه مع التدوينة، حتى لو كان إنجازاً لحصوله على درجة عالية أو حتى لو رسب في مادة، وكيف تخطاها، أو حتى لو كان حدثاً صفّق له بسببه بالفصل، وأحداث المدرسة كثيرة في ذهن الطالب، وكذلك الأحداث مع أقرانه في الفصل وأصدقائه والرحلات التي يذهب لها، وشتى المواضيع، فهنا الكتابة في المرحلة المبكرة من عمر الطفل تفتح له مدارك كبيرة، وتوسع من مخيلته، كما أنها تجعله يستخدم لغته البسيطة العفوية التي تكبر بمفرداتها بكل ما تحمله من أخطاء أو حتى كلمات عامية وأجنبية.

فكتابة اليوميات بكل ما فيها من أحداث سعيدة وحزينة، تولد شخصيات معتدّة بنفسها حين تكبر، كما أن التدوين يجعلها تتخطى المواقف التي تمر بها بسلام، خاصة خلال صدمات الطفولة التي يظل تأثيرها في سلوكيات وتصرفات وردّات فعل الفرد إلى أن يكبر، أما من دون تلك الصدمات والمواقف، فتأثيرها يمر مرور الكرام على شخصيته، ويتعداها بسهولة، ناهيك عن أن الكتابة تجعل من الفرد يعالج نفسه بنفسه، خاصة إذا ربط تشجيع الكتابة بكتابة الحمد وذكر الله تعالى بخط يد الطفل، فيكبر ويقرن كل كلماته وتعبيراته مع الخالق عز وجل، ويكبر الأبناء وأسرهم مطمئنة على مستقبلهم وقراراتهم وتوجهاتهم التي تحدد مسار حياتهم بأسرها.

فلا أحد يستهين بقوة &"القلم&" خاصة حين يرتبط به الطفل، ويشكل من خلاله أول كتاب مصغر له، يتصفحه حين يكبر بكل فخر، والأيام تمضي وكفيلة بأن تظل تلك المدونات محفورة في عقل الفرد، يحملها معه ويظل يفخر بنفسه، ومع أبنائه حين يكوّن أسرة، وإذا ما عرف قيمتها فمن المؤكد أنه سيعلمها لأبنائه الصغار، وسيدفعهم للكتابة، ويشجعهم على أن تكون يومياتهم ومراحل عمرهم أجمل بالتدوين مهما كان نوعه، ولا يدعهم يفوّتون تلك الوسيلة الإبداعية المؤثرة من عمر الطفولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف