جريدة الجرائد

أبناء الأثرياء والادعاءات الزائفة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي قبله، نشهد أصحاب المال، وخاصة الأبناء، الذين ورثوا إمبراطوريات مالية تقدر أحجامها بالمليارات، هم يتسيّدون المشهد في تلك الوسائل في مقابلات تلفزيونية، يتغنّون فيها بمسيرتهم وحفرهم على الصخر حتى وصلوا إلى هذا النجاح، والقلة منهم تعيد الفضل لأهله؛ وهم آباؤهم وعائلاتهم الذين شقوا وتعبوا، ولهم مسيرة طويلة تستحق الدراسة والنشر في الإعلام وغيره كتجارب ملهمة للأجيال الناشئة، وكثيرة هي الأمثلة في مجتمعنا الذين صنعوا أنفسهم من لا شيء، وأصبحوا أيقونات في الاقتصاد الوطني، وأصبحت شركاتهم لها دور مهم في الاقتصاد الوطني من جوانب عدة.

ما يثير الأعصاب والسخرية هو ما يتبجح به بعض أبناء الأغنياء بما مروا فيه من معاناة وتضحيات في مسيرتهم في عالم التجارة حتى وصلوا إلى تكوين ثرواتهم الخيالية، وأحب أن أؤكد أنني أفرح لكل نجاح لرجل أو سيدة في عالم التجارة، وأتمنى لهم الخير والزيادة؛ لأن هذا فيه انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني، والدليل وقوف الدولة وإصدارها للتشريعات التي تساعد على استمرار الشركات العائلية في بلادنا، والتي يطرح الكثير منها في أسواق الأسهم وتصبح ملكية للجميع حتى إن سيطرت العائلة المؤسسة لها على أغلب أسهمها.

أحدهم خرج علينا قبل أسابيع ونظَّر عن كيف درَّب أخاه في عالم التجارة، توقعت أن مسيرة الأخ في مرحلة التدريب امتدّت لسنوات أو لأشهر، ولكنها كانت لمدة ثلاثة أيام فقط، هضم الولد الثري قوانين العمل التجاري وتفاصيله في تلك الأيام الثلاثة. نريد شيئاً من المنطق والصدق ليكون لهم مصداقية ونستفيد من تجاربهم إذا كانت عندهم تجارب حقيقية، لا أرى مشكلة في أن يكونوا صرحاء في كيفية تكوين ثرواتهم. لماذا لا يُرجعون الحق لأصحابه وهم آباؤهم، وعائلاتهم التجارية التي تمتد تجارتها لسنوات طويلة، فنجد أن بعض أبنائها وهم قلة هم من يتأثرون ويلازمون الآباء المؤسسين، أما البقية فتجدهم ينتظرون لسنوات ورثهم المشروع من أقاربهم، وهذا لا خلاف عليه، ولكن المزعج هو تنطط هؤلاء المليونيريين الجدد في الإعلام بكل أشكاله؛ يسردون علينا قصصاً خيالية عن كيف صنعوا ثروات خيالية وهم غير صادقين في ذلك. أتمنى لهم النجاح، ولكن البعض منهم يبدو أنهم لم يحصلوا على مستويات تعليمية عالية، وقد يكون ذلك بسبب إصرار عائلاتهم التجارية على كسب التجربة العملية أكثر من الدراسة الجامعية مثلاً، هذه الثغرة تكشف سذاجتهم أمام الرأي العام في حكايات نجاح وهمية. والغريب أن هذه النوعية من الأبناء الأثرياء قد يعيشون حالة إثبات وجود وتميز وهمي بعد حالة من الانتظار الممل الطويل وهم ينتظرون النهايات الحتمية للمؤسسين لتلك الكيانات الاقتصادية الجبارة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف