جريدة الجرائد

تعاون منقطع النظير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عند الشدائد تظهر المعادن. المنخفض الجوي الأخير &"الهدير&" بما حمله من خيرات وأمطار مع خسائر مادية، إلا أن أغلب الناس ركزوا على ارتواء الأرض والأجواء الممطرة وظلت ألسنتهم تلهج بالحمد والدعاء بالخير الوفير من المطر، وبحمد الله تعالى على نعمه، فمهما تكن الخسائر المادية، مادامت الروح سالمة فإن الكل يحمدون الله تعالى، ويتبادلون التهاني بهطول المطر &"بالبركة على الرحمة&"، وكل واحد يمد يده إلى جاره القريب قبل أخيه البعيد، وحتى الحيوانات الكل فزعوا لإنقاذها من تجمع الأمطار، والحمد لله مر المنخفض بسلام.

وفي أثناء المنخفض، بادر الكثير من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع المتوسطة لتقديم الخدمات المجانية للمتضررين بتعاون منقطع النظير، وبروح عالية وهمة جميلة ونفس راضية، وحتى المتعاونين والمخاطرين بأنفسهم لإنقاذ الآخرين، الجميع بادروا بالمساعدة، والحكومة بمختلف معداتها وآلياتها وأجهزتها استنفرت قواها من أجل عودة الأوضاع إلى سابق عهدها، وقد نجحت وتعدت الأزمة في فترات قياسية، ومن هنا فإن السرعة في الإنجاز والتعامل مع الحالات الطارئة، تكشف الناجح فعلاً من المتهاون في العمل.

هيئة الأرصاد تتنبأ بحالة مطرية مقبلة في بداية شهر مايو، وهنا التعامل معها سيختلف بشكل إيجابي، ومهما تكن قوتها أو حالتها، فإن الاستعداد لها واجب، والتعاون مطلوب، فالجميع ملزمون بالحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم، واتباع التوجيهات من الجهات المختصة بحذافيرها، ولله الحمد خلال المنخفض الأخير لم نسمع بحالات اقتحام الوديان من الشباب المتهور ولم نشاهد تجمعات كبيرة من الراغبين بالاستمتاع بالقرب من الوديان، وذلك لارتفاع موجة التحذير من قوة المنخفض من الجهات المختصة، وقد ساعد الحذر على حرص جميع الأسر بالتشديد على أبنائها وأفرادها بعدم الخوض في الوديان والاستمتاع بحالة الطقس في أماكن آمنة ومستقرة.

منخفض &"الهدير&" الأخير تعلمنا منه الكثير وكشف لنا فعلاً معدن أهالي الإمارات والمقيمين فيها.، الأغلب يبادرون للمساعدة والكثير يتطوعون لعودة الحياة إلى طبيعتها، وأكثر ما كان يساعد هو التشديد على الأسر بالبقاء بعيداً عن أماكن الخطر ليكون الجميع في أمان، ولنترك للجهات المختصة تركيزها على المواقع التي تحتاج فعلاً إلى متابعة وإنقاذ الحالات التي لم تتعمد أن تكون في مواقع هطول المطر الكثيف، إنما شاءت الظروف أن يكونوا في أحواض المياه التي تجمعت في الشوارع أو في المجمعات السكنية التي حاصرتها الوديان.

التشديد على الحذر بمثل تلك الظروف المناخية واجب، والامتثال له أوجب.. حفظ الله تعالى دولتنا وقيادتنا الرشيدة وشعبها في أمن واستقرار يبهج الروح، وتعاون وتعاضد يرسخ الخير في مجتمعنا الحبيب بشكل دائم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف