جريدة الجرائد

وجوه من الفجيرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل فترة ليست ببعيدة، انطلقت حملة عبر إحدى قنوات مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم (وجوه من الفجيرة)، المحتوى المنشور ليس ذا بعد ثقافي فقط، بل أبعد من ذلك، فمن خلال التمعن بعمق نجد أنه يتم نشر سلسلة من الأحداث تعتبر ذات إرث ثقافي وتاريخي موجود في المنطقة، إن ما ينشر من خلال هذه القناة يحمل بعداً استراتيجياً يدعو للوقوف على مرحلة بدء مرحلة التوثيق لجميع المحتويات من لغة قديمة، ومفردات محلية مختلفة من منطقة لأخرى، وسير زمنية مدعومة بقصص أصحابها على مر التاريخ، كل ذلك بمثابة قيمة تاريخية تعايش أصحابها معها، ومن خلال (وجوه من الفجيرة) يتم سرد مجموعة التجارب لأجدادنا وممارساتهم المرتبطة بحياة هذه المنطقة، وثقافتها وتراثها والتاريخ الخاص بموقعها الجغرافي.

إن الروايات المنشورة تشكل أهم المصادر التاريخية لكتابة سلسلة من أحداث المناطق التابعة لإمارة الفجيرة، ويجب أن تهدف إلى تسجيل التاريخ الشفهي ضمن ملفات منفصلة تحكي قصص المناطق وتراثها الثقافي، وصونه ونقله عبر الأجيال عن طريق روايات محفوظة في ذاكرة شهود عاصروا هذه المنطقة، فمخزون الأحداث التاريخية في منطقتنا ليس بالقليل والتفاصيل التراثية وموروثها الشعبي بشتى أصنافه وأشكاله غني وحافل بمآثر المجتمع وثقافته، ومن الجدير البدء بعملية حفظه وتناقله للأجيال القادمة، ومن شأن هذا المشروع أن يسهم في تعزيز المضمون الثقافي لإمارة الفجيرة، ومن جانب آخر العمل على استكمال نشر الوعي بالعادات والتقاليد الإماراتية، التي تعزز مكانة الامارات كدولة تاريخية في المنطقة.

يجب أن توضع مخرجات لهذا المشروع، وأن تكون له مراحل منفصلة من التوثيق، مما سيحقق الأثر الإيجابي لعمل تطويري يضمن تسجيل سلسلة من التاريخ الثقافي في المنطقة، وسيُعّد مصدراً جديداً للمؤرخين والباحثين من خلال تلك الروايات التي تحاكي الأحداث المعاصرة، فأجدادنا هم ذاكرة الوطن وتاريخه. يوجد تحولات جديدة في المنطقة، ومن المهم جداً المحافظة على توثيق حياة المكان المربوط بالسرد التاريخي خاصة في إمارة مثل الفجيرة لتنوعها، إن كبار المواطنين المعاصرين يحتضنون في ذاكرتهم الكثير من الأحداث القديمة التي لم تكتب، وتطور المشاريع التوثيقية لأرشفة مثل هذه الأحداث هو مشروع استراتيجي لصون تاريخ ولغة المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف