حب الوظيفة وجودة الحياة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسماء يوسف الجناحي لابد أن نعترف بأن حياتنا بصفتنا بشراً مرتبطة بالعمل، أياً كان نوعه، ومع تطور الحياة، تطورت أنظمة العمل، وسياساتها، وجودتها المرتبطة بالسيرة الذاتية في حين وفي التدرج الوظيفي في حين آخر.
لكن ماذا عن حبنا للوظيفة، وعلاقتنا بها باعتبارها مصدر رزق وباعتبارها أداة أو وسيلة، لتحسين ارتباطنا بالحياة. فحب الوظيفة يعد أمراً مهماً في حياتنا، لأنه يمثل العامل الذي يؤثر في جودة حياتنا الشخصية والمهنية. فإذا كنا نستمتع بعملنا ونحب ما نقوم به يومياً، فسوف نكون أكثر سعادة ورضاً عن أنفسنا، وسوف نكون قادرين على تحقيق النجاح والتطور. ناهيك عن الشغف الذي يحفزنا لأن نبتكر في حياتنا وأسلوب تحسينها عن طريق الوظيفة.
إن مفهوم جودة الحياة، ارتبط كثيراً بالحياة الاقتصادية للفرد، وما يترتب عليها من تبعات وتطورات. فبحسب منظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، تعد جودة الحياة هي &"تصور الفرد لوضعه في الحياة في سياق الثقافة وأنظمة القيم التي يعيشون فيها، ويعنى بالصحة البدنية للشخص، والحالة النفسية، ومستوى الاستقلال والعلاقات الاجتماعية، والمعتقدات الشخصية والعلاقة مع العوامل البيئية التي تؤثر فيه&".
والوظيفة إحدى ركائز تصور الفرد لوضعه في الحياة، فحب الوظيفة، وتعزيز الشغف بها يسهم في جودة صحتنا. الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز جودة الحياة والإقبال عليها؛ إذ سنكون قادرين على التعامل بفاعلية مع التحديات والضغوط التي قد تواجهنا في حياتنا. فالعمل يمنحك الفرصة والخبرة؛ إذ يعزز كفاءتك في مواجهة الأمور عبر المجتمع الوظيفي ومن ثم نقل هذه الخبرة إلى التعامل مع المجتمع والحياة، ما يجعلنا أكثر توازناً بين حياتنا الوظيفية وحياتنا الشخصية.
كما أن هذا الحب يسهم بشكل كبير في حياتنا ويؤثر في مسارها أكان ذلك على المستوى الشخصي أو ما حولنا من علاقات. فالرضا وحب الوظيفة ينتج عنه السعادة والإيجابية في نظرتنا للحياة. فعندما تذهب إلى عملك، أنت تذهب لتحقيق ذاتك بالدرجة الأولى، وذاتك تعني السلوك الشخصي الذي يؤدي إلى التزامنا بأخلاقيات العمل وحسن الأداء، ما يسهم في رفع الإنتاجية المتقاسمة بيننا باعتبارنا أشخاص وبين العمل.
إن الانفتاح بروح إيجابية على وظيفتنا يجعلنا أن نستمتع بما نقوم به من أنشطة اجتماعية وهذا هو ما يحقق لنا التوازن الطبيعي كبشر. فالروح الإيجابية ستسهم في نقل خبراتنا إلى الآخرين، وبأن نكون مؤثرين في محيطنا وملهمين.
ندرك جميعاً كمية الصعوبات المحيطة بنا، لكنها تحديات وجدت أمامنا لنقترح الحلول حولها ونتخطاها، ولذلك، وجدت التحديات وهنا سيكمن إنجازنا الحقيقي الذي سيكون جسراً لحب الوظيفة أكثر فأكثر. ومن هذا الحب سيكون طريقنا إلى جودة الحياة.