يوم الكاتب الإماراتي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يُشكّل إحياء يوم الكاتب الإماراتي، الذي صادف أمس، السادس والعشرين من مايو/ أيار، حدثاً ثقافياً مهماً، يُسلّط الضوء على المنجز الأدبي والإبداعي، والثقافي عامةً، في الإمارات، الذي شهد نقلة نوعيّة بعد قيام الدولة، والفضل في اختيار وإحياء هذا اليوم، سنويّاً، يعود إلى راعي الثقافة الأول صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في إطار حرصه على النهوض بالحركة الثقافية في الدولة. وأمر له مغزى، اختيار سموّه تاريخ تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ليكون يوماً سنوياً للكاتب الإماراتي، فقيام الاتحاد وجهٌ من وجوه التأسيس للحركة الأدبية الجديدة، في مجالات الإبداع المختلفة: الشعر، القصة القصيرة، الرواية والبحث العلمي والتاريخي، على يد عدد من الروّاد، من الرجال والنساء على حدٍ سواء، مما نقل الأدب في الإمارات إلى صيغة العمل المؤسسي، الذي أثمر، أولاً، آلية للتواصل بين المبدعين من جهة، وأتاح، ثانياً، التفاعل بين تجاربهم الإبداعية المختلفة.
كثيرة هي الأبحاث النقدية والأكاديمية التي وثّقت وحللت المنجز الإبداعي في الإمارات، الجديد منه بعد قيام الدولة، وكذلك الأقدم السابق لهذا التاريخ، وعودة إلى بعض هذه الدراسات، سيرى المهتم أن الأدب الجديد في الإمارات غير منقطع الصلة عمّا سبقه، خاصة في التجارب الشعرية اللافتة، بما في ذلك المكتوبة بالعامية، وفي الوقت ذاته سيلاحظ المهتم أن هذه الاستمرارية لا تنفي أن نقلة جديدة في الوعي الثقافي وفي تقنيات الكتابة، قد نشأت في المرحلة الجديدة، أظهرت تفاعل المبدع الإماراتي مع التجارب الإبداعية في محيطنا العربي، سواء كان ذلك في الشعر أو في القصة القصيرة والكتابة المسرحية، ولاحقاً في الرواية التي قرأنا نماذج لافتة لها في السنوات الأخيرة، لكتّاب وكاتبات ينتمون إلى جيل لاحق.
وكان لوجود وجوه ثقافية وأدبية وأكاديمية من مختلف البلدان العربية، أثره المهم في التطوّر الأدبي والثقافي الإماراتي، ونشير هنا إلى كمّ الدراسات النقدية التي وضعها بعض هؤلاء عن المنجز الأدبي في الدولة، وأثرها في التعريف بهذا المنجز، والتحفيز لمزيد من العطاء. ومن جانبٍ آخر، فإنه إضافة إلى اتحاد وكتّاب الإمارات كمؤسسة ثقافية رائدة، فإن هناك مؤسسات ثقافية أخرى في مختلف إمارات الدولة، لعبت دوراً مهماً في تعزيز حضور الإمارات في المشهد الثقافي العربي، بينها الدائرة الثقافية في الشارقة، المجمع الثقافي في أبوظبي، مؤسسة سلطان بن محمد العويس وغيرها، وكان للجوائز الأدبية والثقافية العربية التي تقدّمها مؤسسات الثقافة في الإمارات، كجائزة الشيخ زايد بفروعها المختلفة، وجائزة الرواية العربية، وجائزة سلطان العويس وجائزة الإصدار الأدبي الأول في الشارقة، دورها في تنشيط التفاعل بين المشهد الثقافي المحلي ومحيطه العربي.