التنمية الذاتية نمط حياة يومي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
البعض يظن أن المناصب القيادية مقياس للنجاح في الحياة الاجتماعية. من خبرتي هناك الكثير ممن لديهم مناصب يعدون فاشلين حتى في إدارة شؤون أسرهم وبيوتهم وبالأخص في عالمنا العربي، حيث الوصول إلى تلك المناصب في بعض الدول فيه الكثير من المحسوبية والضبابية دون مراعاة للخبرات والمهارات لدى الأفراد، بل تدخل واسطة فلان ابن فلان وغيرها. الأغلبية تعد البيئة الوظيفية منزلها اليومي، لذلك تجدها تعمل باجتهاد وجد.
أتذكر أول يوم في وظيفتي: كنت أعمل باجتهاد كبير جداً حتى وقف بجانبي موظف وقال لي: &"شوي شوي على نفسك الدنيا ماراح تطير&". آلمني هذا الكلام، واعتبرته بمثابة إهانة لي، ولكن مع الوقت فهمت حديث زميلي القديم، كنت أرغب بالحصول على التقدير والانبهار من مديري، ثم اكتشفت أنني أستهلك نفسي ووقتي وحياتي وصحتي في دوامة عمل، وكنت أحمل بعض الأعمال والمهام إلى منزلي لإتمامها، وحتى في الإجازات كنت في دوامة لا تنتهي، ولكن عندما حصلت على تقدير منخفض في نهاية العام تفاجأت وسألت مديري، وكان رده المقتضب: العبرة ليست بالعمل والجهد؛ وهناك اعتبارات أخرى. وعدّد لي الكثير من الحجج الواهية والأعذار التي ليس لها معنى.
وقس هذا الأمر على باقي المؤسسات والموظفين الذين يشعرون بالظلم عندما يتحولون إلى آلات للعمل تحت سيطرة المدير المباشر ذي الخبرة المتواضعة والذي لا يملك أي رؤية ولا خطط ولا أي مهارات، بل مضطر يومياً للمجاملة في هذا المكان؛ فماذا تفعل؟
النصيحة صديقي أن تقوم بتطوير قدراتك الذاتية وطرح الأفكار والمبادرات والسعي نحو النجاح واستكمال الدراسة وتعلم اللغات، بل ربما هذه الفرصة تجعلك تتعلم المزيد من المهارات بحيث تصبح لديك خبرة في مجال عملك، فلماذا لا تسعى لتطوير نفسك وتتعلم مجالاً آخر ومهارة مختلفة عن الآخرين حتى يمكنك أن تتسلم منصباً إدارياً في المستقبل؟ كما يمكنك استغلال مكان عملك في القراءة إذا وجدت مكتبة لديك. لماذا لا تسعى نحو قراءة الكتب والتعرف الى المعلومات وتحصيل المعرفة؟ ثم اتخذ قراراً آخر بقراءة الكتب في مجال الإدارة والتنمية البشرية؛ هذه الكتب تعد مخزوناً مهماً يمكن أن تفيدك كثيراً. لقد أفادتني في عملي وحياتي.. وحتى أثناء كتابة المقالات كانت لي بمنزلة الدليل الذي يرشدني نحو النجاح، وثق بأن عملية تطوير الذات لا تأتي من فراغ ولا تحدث بين عشية وضحاها، بل يجب عليك الاستمرار والمثابرة من أجل الوصول إلى هدفك، وتذكر أن التنمية الذاتية هي ممارسة ونمط حياة يومي.