جريدة الجرائد

الأُصولية و«الذكاء الاصطناعي» أساليب التوظيف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كنت قد كتبت من قبل عن التضليل المعرفي بالفلسفة؛ ومن ثم بالسوشيال ميديا، والآن أخصص هذه المقالة لاستثمار وتوظيف أولي جديد يمسّ صميم الأمن السياسي والمجتمعي، ففكرة الإرهاب منبعثة وصاعدة وكلما جد جديد تدعمه وتواصل الظهور عبره وامتطاءه بطريقةٍ أو بأخرى.

نعم تحلّ علينا اليوم نازلة جديدة أثارت الجدل والنقاش، إنه توظيفهم للذكاء الاصطناعي، من هنا احتفيت بكتاب صدر عن مركز المسبار حول هذا الموضوع بعنوان: &"الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني والمجال الحركي: الفرص والتحديات&".

فيه بحث المتخصصون عن وسائط صناعة ونقل المعرفة والعلوم الجديدة، وأثرها على إدارة الحقل الديني، والتفاعل مع الظاهرة الإسلاموية، فيرصدون توظيف الذكاء الاصطناعي فنيّاً في الحقل الفقهي، وتوظيفه في المؤسسات الدينية، وتطبيقاته المستجدة المتوجهة لعامة المؤمنين، مع التركيز على تجارب السعودية ومصر وأوكرانيا والمغرب ودول أفريقية عدة. كما يناقش التشابك غير التقليدي بين التطرف والذكاء الاصطناعي؛ واستغلال الجماعات المتطرفة إياه؛ في حملاتها الدعائية، والتضليل المعرفي؛ وإثارة السخط.

على سبيل المثال ركّز ماهر فرغلي في دراسته على منهج تدوير التطرف عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية استغلال تنظيم داعش الإرهابي المنصات الافتراضية عبر التجنيد والاستقطاب ونشر التطرف.

بينما سلّطت دراسة عماد أبو الرب الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني، حيث تناقش مجالات استخدامه في القضايا الدينية، وتستشرف توظيف الإدارات الدينية المسلمة في العالم.

ليناقش بعده جابر بناصر علاقة الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الدينية من منظور الأدوار والآفاق، فيركز على علاقته بالمجال الديني، وذلك ضمن محورين أساسيين: الأول: الذكاء الاصطناعي: الأدوار والوظائف. الثاني: المؤسسات الدينية وآفاق الذكاء الاصطناعي.

تناول محمد رمضان في دراسته استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في استخلاص المعلومات من البيانات التاريخية، بهدف الاستفادة منها وتحليلها بصورة علمية ومنطقية، بما يتناسب مع التقدم العملي لهذا العصر الحالي والقادم، يخلص فيها إلى أن تحديات الذكاء الاصطناعي تبقى في حاجة إلى جهد مشترك لتطوير إطار أخلاقي وقانوني يحمي الأفراد والمجتمعات، ويضمن استخدام هذه التكنولوجيا بشكل يتسق مع قيم المجتمع ومبادئه الدينية.

ليستكشف محمد عدي في دراسته التأثيرات المتبادلة بين التكنولوجيا الرقمية والدين؛ وكيف تُشَكَّل هذه العلاقة الدينية الرقمية المعاصرة، بالتركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبتسليط الضوء على واقع هذه العلاقة وآفاقها. كما تناول البحث كيف يمكن أن يسهم هذا الذكاء الاصطناعي في تأثير الممارسة الدينية التقليدية، وتعزيز التواصل والتفاهم بين المجتمعات الدينية المختلفة. انطلاقاً من ثلاث نقاط أساسية، أولاها هي: إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تكريس قيم التعايش والانفتاح والتسامح، ثم إمكانيته في مجال التكوين الديني، ثم في إمكانية هذا التوظيف في التدبير الإداري للشأن الديني، خصوصاً فيما يتعلق بالموارد البشرية والأمور المالية، وأخيراً إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات التي لها علاقة بالدين، مثل الإرهاب والتطرف.

الخلاصة؛ ثمة تحدٍ جديد وراهن يتطلب الاستعداد له، وهذا يأتي استمراراً لمشوار من المواجهة الحاسمة على الأرض وفي الإعلام والسياسة ضد التطرف ويجب أن تكون الحرب ضد التطرف دائماً صاعدة، وعالية، وحاسمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف