هل سيباع الهواء؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
معظمنا يعرف الأضرار الكبيرة لثاني أكسيد الكربون، على حياة الإنسان، فنحن ننفثه ونخرجه من أجسادنا بمجرد امتصاصنا للأكسجين، لكنه في اللحظة نفسها له فوائد عديدة، وخاصة للنباتات.
مع التطور العلمي، وجد العلماء أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون، ليست متساوية، أو ليست معدلاتها دوماً متوفرة وفق احتياجات البيئة، خاصة مع تأثير عوامل خارجية، في ما عرف علمياً بالتوازن الطبيعي، حيث تكثر في البعض من المناطق من العالم مصانع ضخمة، تصدر عنها أدخنة ثاني أكسيد الكربون، وفي اللحظة نفسها، تعاني من تلوث الأكسجين، ونسمع بأمراض في الصدر والتنفس وغيرها لدى السكان.
ورغم أن ثاني أكسيد الكربون ليس مفيداً للإنسان، إلا أنه مفيد، كما أشرت، للغطاء النباتي على الكرة الأرضية، وأيضاً مهم في الكثير من الاستخدامات الصناعية، وهذا الذي دفع شركة سويسرية، بالعمل على سحب ثاني أكسيد الكربون من الجو، وجمعه، ثم تقوم ببيعه في عدة مجالات تجارية.
ويعتبر عدد من الخبراء، أن هذا التوجه سيكون بمثابة فتح وتصريح أمام شركات أكبر للتوجه نحو مثل هذا الاستثمار، وفي نهاية المطاف، الجميع يرحب بسحب هذا الكربون من الجو، لأنه أيضاً، حسب خبراء الأرصاد وحماية البيئة، سيسهم في تخفيف التلوث في الهواء، ويخفف من الاحتباس الحراري الذي تعانيه الأرض. وحسب الأخبار عن هذه الشركة السويسرية، أنها عاقدة العزم، وسيبدأ العاملون فيها بعمليات سحب ثاني أكسيد الكربون بواقع 75 طناً شهرياً من مصنع بالقرب من زيورخ، ثم بيعه، بعد معالجته، لشركات أخرى، ليساعد في نمو المحاصيل.
ولكن الأكثر دهشة، أن هناك شركة كندية سبقت الشركة السويسرية، تعمل منذ فترة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ولكنها لم تقم بالتسويق، ولعل السبب أن هدفها يختلف عن السويسريين، حيث تهدف لتحويل ثاني أكسيد الكربون لوقود سائل، ومثل هذه العملية، تشبه لحد كبير عملية إعادة تدوير النفايات، وحقيقة، لو قدر لمثل هذه الجهود النجاح، وتحققت فائدة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، فنحن أمام فرصة تاريخية لتغيير مناخ الأرض نحو الأفضل، بدلاً من كل هذه الملوثات التي تملأ الهواء الذي نستنشقه يومياً.
وفي العموم، مثل هذه المشاريع التي تستهدف امتصاص الكربون من الهواء، لم يبدأ الاهتمام بها، إلا خلال فترة زمنية وجيزة، وبالتالي، فإن مثل هذه الخطوات ما زالت في مهدها أو في بداياتها، وتحتاج لبعض الوقت حتى تثبت جدواها الاستثمارية، ومن ثم الانتشار على مستوى العالم.
وفي الحقيقة، هذه النقطة تحديداً تحتاج لنقاش وحديث مطول، لأن تطور البشرية، خاصة في ما ينفعها ويجلب لها الرقي، والمزيد من السلامة من الأضرار والأخطار أياً كان نوعها، هي ستكون مرهونة بالجدوى من استثمارها، بمعنى مدى وحجم المكسب المادي، لأن من سيقوم على تطويرها وتجربتها، هي شركات استثمارية بشكل تام وواضح، لذا، لا نتوقع أي اختراق في أي مجالات تفيد البشرية، إذا لم يكن هناك مردود وفائدة ومكسب كبير لهذه الشركات، هذا الواقع متنامٍ بشكل مطرد.
عودة لموضع الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون، حيث أعتبره فتحاً على البشرية بأسرها، وهذه بمثابة الخطوة والقفزة الجديدة للبشرية لتحسين المناخ والهواء على مستوى الأرض برمتها، وإن كانت لديّ بعض المخاوف من أن تسري العدوى وتستفحل، حتى تصل للأكسجين الذي نتنفسه، ونجد في قادم الأيام من يبيعه.